التاريخ الإسلامي
دون تشويه أو تزوير
التاريخ الإسلامي يمتد منذ بداية الدعوة الإسلامية بعد نزول الوحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم تأسيس الدولة الإسلامية بالمدينة المنورة وحكم الخلفاء الراشدين، مرورًا بالدولة الأموية فالدولة العباسية بما تضمنته من إمارات ودول مثل السلاجقة والغزنوية في وسط آسيا والعراق وفي المغرب الأدارسة والمرابطين ثم الموحدين وأخيرًا في مصر الفاطميين والأيوبيين والمماليك ثم سيطرة الدولة العثمانية التي تعتبر آخر خلافة إسلامية على امتداد رقعة جغرافية واسعة، وهذه البوابة تعنى بتوثيق التاريخ من مصادره الصحيحة، بمنهجية علمية، وعرضه في صورة معاصرة دون تشويه أو تزوير، وتحليل أحداثه وربطها بالواقع، واستخراج السنن التي تسهم في بناء المستقبل.
ملخص المقال
حدثت مساجلة لطيفة في علم النسب بين أبي بكر الصديق رضي الله عنه، وأحد علماء النسب من بني شيبان واسمه دغفل بن حنظلة؟ فما تعرف عن تلك المساجلة؟
في هذا المقال سنذكر مساجلة لطيفة في علم النسب بين أبي بكر الصديق رضي الله عنه، وأحد علماء النسب من بني شيبان واسمه دغفل بن حنظلة، وكانت في العام الحادي عشر من البعثة النبوية في أثناء تعريف الرسول صلى الله عليه وسلم بالإسلام للعرب القادمين في الحجِّ إلى مكة، وكان يصطحب معه أبا بكر، وكذلك علي بن أبي طالب.
وهذه الرواية صحيحة، ووردت في مصادر كثيرة، والاعتماد في هذا المقال على رواية الأصبهاني في دلائل النبوة: عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: لَمَّا أَمَرَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ نَبِيَّهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَعْرِضَ نَفْسَهُ عَلَى قَبَائِلِ الْعَرَبِ خَرَجَ -وَأَنَا مَعَهُ وَأَبُو بَكْرٍ- إِلَى مِنًى حَتَّى دَفَعْنَا إِلَى مَجْلِسٍ مِنْ مَجَالِسِ الْعَرَبِ فَتَقَدَّمَ أَبُو بَكْرٍ فَسَلَّمَ، وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ مُقَدَّمًا فِي كُلِّ حِينٍ، وكَانَ رَجُلًا نَسَّابَةً، فَقَالَ: مِمَّنِ الْقَوْمُ؟ قَالُوا: مِنْ رَبِيعَةَ[1]، قَالَ: وَأَيُّ رَبِيعَةَ أَنْتُمْ؟ مِنْ هَامَتِهَا[2] أَمْ مِنْ لَهَازِمِهَا[3]؟[4] قَالُوا: بَلْ مِنْ هَامَتِهَا الْعُظْمَى، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: مِنْ أَيِّ هَامَتِهَا الْعُظْمَى؟ قَالُوا: ذُهْلٌ الْأَكْبَرُ[5]قَالَ أَبُو بَكْرٍ: أَفَمِنْكُمْ عَوْفٌ الَّذِي كَانَ يُقَالُ: لَا حُرَّ بِوَادِي عَوْفٍ[6]؟ قَالُوا: لَا! قَالَ: أَفَمِنْكُمْ بِسْطَامُ بْنُ قَيْسِ بْنِ مَسْعُودٍ أَبُو الْمُلُوكِ وَمُنْتَهَى الْأَحْيَاءِ[7]؟ قَالُوا: لَا! قَالَ: أَفَمِنْكُمُ الْحَوْفَزَانُ بْنُ شَرِيكٍ قَاتِلُ الْمُلُوكِ وَسَالِبُهَا أَنْفُسَهَا[8]؟ قَالُوا: لَا! قَالَ: أَفَمِنْكُمْ جَسَّاسُ[9] بْنُ مُرَّةَ بْنِ ذُهْلٍ حَامِي الذِّمَارِ[10] وَمَانِعُ الْجَارِ؟ قَالُوا: لَا! قَالَ: أَفَمِنْكُمُ الْمُزْدَلِفُ صَاحِبُ الْعِمَامَةِ الْفَرْدَةِ[11]؟ قَالُوا: لَا، فَقَالَ لَهُمْ: أَفَأَنْتُمْ أَخْوَالُ الْمُلُوكِ فِي كِنْدَةَ[12]؟ قَالُوا: لَا، قَالَ: أَفَأَنْتُمْ أَصْهَارُ الْمُلُوكِ مِنْ لَخْمٍ[13]؟ قَالُوا: لَا، قَالَ لَهُمْ أَبُو بَكْرٍ: فَلَسْتُمْ بِذُهْلٍ الْأَكْبَرِ، بَلْ أَنْتُمْ ذُهْلٌ الْأَصْغَرُ! قَالَ: فَوَثَبَ إِلَيْهِ مِنْهُمْ غُلَامٌ يُدْعَى دَغْفَلًا حِينَ بَقَلَ وَجْهُهُ[14]، فَأَخَذَ بِزِمَامِ نَاقَةِ أَبِي بَكْرٍ وَهُوَ يَقُولُ: إِنَّ عَلَى سَائِلِنَا أَنْ نَسْأَلَهْ ... وَالْعِبْءَ لَا تَعْرِفُهُ أَوْ تَحْمِلُهُ.
يَا هَذَا سَأَلْتَنَا فَأَخْبَرْنَاكَ فَلَمْ نَكْتُمْكَ شَيْئًا وَنَحْنُ نُرِيدُ أَنْ نَسْأَلَكَ فَمَنْ أَنْتَ؟ قَالَ لَهُ: رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ[15] فَقَالَ لَهُ الْغُلَامُ: بَخٍ بَخٍ أَهْلُ السُّؤْدَدِ وَالرِّيَاسَةِ وَأَزِمَّةُ الْعَرَبِ وَهُدَاتُهَا فَمِمَّنْ أَنْتَ مِنْ قُرَيْشٍ؟ قَالَ لَهُ: مِنْ بَنِي تَيْمِ بْنِ مُرَّةَ[16]فَقَالَ لَهُ الْغُلَامُ: أَمْكَنْتَ وَاللَّهِ الرَّامِيَ مِنْ صَفَاةِ الثُّغْرَةِ[17]! أَفَمِنْكُمْ قُصَيُّ بْنُ كِلَابٍ[18] الَّذِي قَتَلَ بِمَكَّةَ الْمُتَغَلِّبِينَ عَلَيْهَا وَأَجْلَى بَقِيَّتَهُمْ وَجَمَعَ قَوْمَهُ مِنْ كُلِّ أَوْبٍ[19]حَتَّى أَوْطَنَهْمُ مَكَّةَ ثُمَّ اسْتَوْلَى عَلَى الدَّارِ وَنَزَّلَ قُرَيْشًا مَنَازِلَهَا فَسَمَّتْهُ الْعَرَبُ بِذَلِكَ مُجَمِّعًا وَفِيهِ يَقُولُ الشَّاعِرُ لِبَنِي عَبْدِ مَنَافٍ[20]: أَلَيْسَ أَبُوكُمْ كَانَ يُدْعَى مُجَمِّعًا ... بِهِ جَمَعَ اللَّهُ الْقَبَائِلَ مِنْ فِهْرِ؟ قَالَ: لَا، قَالَ الْغُلَامُ: أَفَمِنْكُمْ عَبْدُ مَنَافٍ[21] الَّذِي انْتَهَتْ إِلَيْهِ الْوَصَايَا وَأَبُو الْغَطَارِيفِ[22] السَّادَّةِ؟ قَالَ: لَا قَالَ: أَفَمِنْكُمْ عَمْرُو بْنُ عَبْدِ مَنَافِ هَاشِمٌ[23] الَّذِي هَشَمَ الثَّرِيدَ لِقَوْمِهِ وَأَهْلُ مَكَّةَ مُسْنِتُونَ عِجَافٌ[24] وَفِيهِ يَقُولُ الشَّاعِرُ[25]:
عَمْرُو الْعُلَا هَشَمَ الثَّرِيدَ لِقَوْمِهِ ... وَرِجَالُ مَكَّةَ مُسْنِتُونَ عِجَافُ
سَنُّوا إِلَيْهِ الرِّحْلَتَيْنِ كِلَاهُمَا ... عِنْدَ الشِّتَاءِ وَرِحْلَةَ الْأَصْيَافِ
قَالَ: لَا قَالَ: أَفَمِنْكُمْ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ شَيْبَةُ الْحَمْدِ[26] وَصَاحِبُ بِئْرِ مَكَّةَ، مُطْعِمُ طَيْرِ السَّمَاءِ، وَالْوُحُوشِ وَالسِّبَاعِ فِي الْفَلَاءِ[27]، الَّذِي كَأَنَّ وَجْهَهُ قَمَرٌ يَتَلَأْلَأُ فِي اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ. قَالَ: لَا[28]. قَالَ: أَفَمِنْ أَهْلِ الْإِفَاضَةِ أَنْتَ[29]؟ قَالَ: لَا قَالَ: أَفَمِنْ أَهْلِ الْحِجَابَةِ أَنْتَ؟ قَالَ: لَا قَالَ: أَفَمِنْ أَهْلِ النَّدْوَةِ أَنْتَ[30]؟ قَالَ: لَا قَالَ: أَفَمِنْ أَهْلِ السِّقَايَةِ أَنْتَ؟ قَالَ: لَا قَالَ: أَفَمِنْ أَهْلِ الرِّفَادَةِ أَنْتَ[31]؟ قَالَ: لَا قَالَ: أَفَمِنَ الْمُفِيضِينَ بِالنَّاسِ أَنْتَ؟ قَالَ: لَا ثُمَّ جَذَبَ أَبُو بَكْرٍ زِمَامَ النَّاقَةِ مِنْ يَدِهِ فَقَالَ لَهُ الْغُلَامُ:
صَادَفَ دَرْءُ السَّيْلِ سَيْلًا يَدْفَعُهْ ... يَهِضُبهُ حِينًا وَحِينًا يَصْدَعُهْ[32].
ثُمَّ قَالَ: أَمَا وَاللَّهِ يَا أَخَا قُرَيْشٍ لَوْ ثَبَتَّ لِي لَخَبَّرْتُكَ أَنَّكَ مِنْ زَمَعَاتِ[33] قُرَيْشٍ وَلَسْتَ مِنَ الذَّوَائِبِ، فَأَقْبَلَ إِلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَبَسَّمُ قَالَ عَلِيٌّ: قُلْتُ لَهُ: يَا أَبَا بَكْرٍ لَقَدْ وَقَعْتَ مِنَ الْأَعْرَابِيِّ عَلَى بَاقِعَةٍ[34] فَقَالَ: أَجَلْ يَا أَبَا الْحَسَنِ[35] إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ طَامَّةٍ إِلَّا فَوْقَهَا طَامَّةٌ وَالْبَلَاءُ مُوَكَّلٌ بِالْقَوْلِ[36].
رعاية عائلة الرسول صلى الله عليه وسلم كانت سببًا في بُعْدِ بعض القبائل عن الإسلام لأجل المنافسة مع أولاد قصي:
روى زيد بن أسلم، قال: قال المغيرة بن شعبة رضي الله عنه: إنَّ أَوَّلَ يَوْمٍ عَرَفْتُ فِيهِ رسول الله صلى الله عليه وسلم أَنِّي أَمْشِي مَعَ أَبِي جَهْلٍ بِمَكَّةَ، فَلَقِينَا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ لَهُ: «يَا أَبَا الْحَكَمِ، هَلُمَّ إِلَى اللهِ وَإِلَى رَسُولِهِ وَإِلَى كِتَابِهِ، أَدْعُوك إِلَى اللهِ». فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، مَا أَنْتَ بِمُنْتَهٍ عَنْ سَبِّ آلِهَتِنَا، هَلْ تُرِيدُ إلَّا أَنْ نَشْهَدَ أَنْ قَدْ بَلَّغْتَ، فَنَحْنُ نَشْهَدُ أَنْ قَدْ بَلَّغْتَ. قَالَ: فَانْصَرَفَ عَنْهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَأَقْبَلَ عَلَيَّ، فَقَالَ: وَاللهِ إنِّي لأعْلَمُ، أَنَّ مَا يَقُولُ حَقٌّ، وَلَكِنْ بَنِي قُصَيٍّ قَالُوا: فِينَا الْحِجَابَةُ. فَقُلْنَا: نَعَمْ. ثمَّ قَالُوا: فِينَا الْقِرَى. فَقُلْنَا: نَعَمْ. ثمَّ قَالُوا: فِينَا النَّدْوَةُ. فَقُلْنَا: نَعَمْ. ثمَّ قَالُوا: فِينَا السِّقَايَةُ. فَقُلْنَا: نَعَمْ. ثمَّ أَطْعَمُوا وَأَطْعَمْنَا، حَتَّى إذَا تَحَاكَّتِ الرُّكَبُ، قَالُوا: مِنَّا نَبِيٌّ. وَاللهِ لَا أَفْعَلُ[37].
[1] ربيعة أحد أقسام العرب الكبرى، وربيعة أخو مضر الجد السابع عشر لرسول اله صلى اله عليه وسلم، وأبوهما نزار الجد الثامن عشر لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وقبيلة ربيعة هي أكبر الفروع المنافسة لمضر، ومن ربيعة أتت قبيلتان كبيرتان: عبد القيس، ووائل، وانقسمت وائل إلى تغلب وبكر بن وائل، ومن بكر بن وائل جاءت بنو حنيفة، ثم بنو شيبان.
[2] الهامات هم الأشراف
[3] اللهازم: هم الضعفاء، ومفر اللهازم لهزمة، وهي أصل الحنكين، وهي عظام ضعيفة، ويكنَّى بها على ضعف القبيلة.
[4] انقسمت بنو بكر بن وائل قديمًا إلى فريقين: حنيفة وثعلبة وأنجب ثعلبة أربعة أبناء: شيبان، وذُهْل (الأصغر)، وقيس، وتيم الله (تيم اللات) وأنجب شيبان عدة أولاد منهم ذُهْل الأكبر، وسُمِّي الأكبر لأن فيه العدد والقوة من هذا الذهل الأخير المثنى بن حارثة رضي الله عنه، وأحمد بن حنبل الهامات العظمى في أولاد ثعلبة هم شيبان وذهل الأصغر، وأولادهما ومنهم ذهل الأكبر، أما اللهازم فهم قيس بن ثعلبة، وتيم الله بن ثعلبة والهامات؛ أعني شيبان وذُهْل، هم أصحاب النصر الكبار على فارس في موقعة ذي قار الشهيرة، (ومعهم أحلاف من بقية فروع بكر بن وائل) وكانت في 610 م تقريبًا عند أول البعثة النبوية.
[5] الشرف والعدد في ذهل الأكبر، وهو ذهل بن شيبان بن ثعلبة، والقلَّة النسبية في عمِّه ذهل الأصغر بن ثعلبة، الآن يريد أبو بكر أن يستوثق أنهم من ذهل الأكبر، وليسوا من ذهل الأصغر، فيذكر رموزًا معروفة له وللعرب، وكل رمز يمثِّل قبيلة من قبائل ذهل الأكبر، فلو ردُّوا بلا فهذا يعني أنهم ليسوا من هذه القبيلة.
[6] عوف: هو عوف بن مُحَلَّم بن ذُهْل بن شيبان، وكان يقال ذلك لعزه وشرفه؛ يريدون أن الناس له كالعبيد، ولقومه القبة التي يقال لها المعاذة؛ من لجأ إليها أعاذوه.
[7] بِسطام بن قيس كان فارس بكر، وكان يقري الضيف، ويؤوي الرهيق (الذليل والضعيف)، وكان نصرانيًّا، وقُتِل بعد الإسلام، وكان الرسول صلى الله عليه سلم ما زال في مكة، وقيل قتل قبل الإسلام بقليل، وهو من نسل همَّام بن مرَّة أخي جسَّاس بن مرة، قال أبو عبيدة: والعرب تعد من الفرسان ثلاثة: عدوا عتيبة بن الحارث اليربوعي فارس تميم (جاهلي يُدْعَى سُمَّ الفرسان لفتكه بهم)، وعدوا بسطام بن قيس بن خالد الشيباني فارس بكر (جاهلي مات أول البعثة النبوية، وتقول العرب: أفرس من بسطام)، وعدوا عامر بن الطفيل الجعفري (من بني عامر بن صعصعة من هوازن فارس قيس عيلان، وقد أدرك الرسول صلى الله عليه وسلم، وحاربه، ودعا عليه الرسول صلى الله عليه وسلم، ومات كافرًا).
[8] الحوفزان بن شريك، اسمه الحارث بن شريك، وهو أحد الشجعان المشهورين، وسُمِّي الحوفزان لأن بسطام بن قيس حفزه بالرمح فاقتلعه عن سرجه! وهو مشهور في أشعار العرب، وهو أحد أبطال يوم ذي قار.
[9] جسَّاس هو أحد أمنع وأعز العرب، وهو السبب في حرب البسوس الشهيرة، وهي حرب دارت بين فرعي وائل الكبيرين: تغلب، ومنها كليب بن ربيعة، وبكر، ومنها جسَّاس بن مرَّة، وقد سأل كليبُ بن ربيعة زوجته، وهي أخت جسَّاس: من أعزُّ وائل؟ فسكتت، فأعاد عليها السؤال، فقالت أخواي: جسَّاس وهمَّام، فنزع رأسه من بين يديها، وكانت ترجِّله، وضرب ناقة لها تُدْعَى البسوس بسهم فقتلها (أو الناقة للبسوس خالة جسَّاس)، فقتله جسَّاس بن مرَّة لأن تعديه على الناقة يقصد به إهانته، وقامت بذلك حرب كادت أن تفنى فيها قبيلتا تغلب وبكر استمرت من 20 إلى 40 سنة، وكانت قبل الإسلام بأكثر من قرنين (حول 500 م)! صار العرب يتشاءمون من اسم البسوس، فيقال أشأم من البسوس!
[10] الذمار هو الحمى، وهو ما يُحْمَى من العرض، والمال، والأهل.
[11] والمزدلف هو الحصين، أو الحصيب، وهو صاحب العمامة الفردة، فكان إذا لبس العمامة في سفر لم يلبسها أحدٌ معه تعظيمًا له، وهذا شبيه بحال أبي أحيحة سعيد بن العاص كبير بني أمية، وكان يُلَقَّب بذي العمامة. والمزدلف لقب من الازدلاف وهو الاقتراب، وكان يأمر جنده في المعارك، ومنها معارك في حرب البسوس، بالاقتراب من العدو، وسُمِّيت المزدلفة بذلك لأنها اقتراب من منى بعد الإفاضة من عرفات.
[12] مملكة كندة قحطانية
[13] مملكة المناذرة اللخميين في العراق (من تغلب من عدنان).
[14] دغفل بن حنظلة الشيباني من أنسب العرب، وله مواقف كثيرة لطيفة، وكانت فيه حدَّة، ومختلفٌ في صحبته (تابعي على الأغلب)، وروى عنه الحسن البصري، ومحمد بن سيرين، واستقدمه معاويةُ فأمره أن يعلِّم ابنه يزيد، وعاش دغفل حتى قتل يوم دولاب من الأهواز شرق البصرة في قتال الخوارج عام 65 هجرية.
[15] (يفتخر هنا أبو بكر بقريش لا يتواضع، ولم يحدِّد بطنه من قريش لصغره)
[16] بنو تيم فرع صغير من قريش، وهو أخو كلاب بن مرة (الجد السادس لرسول الله صلى الله عليه وسلم)
[17]والثُغرة بضم الثاء لا بفتحها تعني نُقرة النحر في الرقبة، أما الثَّغرة بالفتح فهي الفُرجة أو الفتحة، ومنها الثَّغر وهو المكان القريب من العدو على الحدود، وصفاة الثُّغرة يعني الثغرة الواضحة لا كدر فيها. وفي رواية سواء الثغرة، يعني وسطها، (المقصود: صرتَ هدفًا سهلًا للرمي)
[18] قصي بن كلاب الجد الرابع للنبي صلى الله عليه وسلم
[19] من كلِّ أَوْبٍ؛ أي مِن كُلِّ مُسْتَقَرٍّ وطَرِيقٍ ووجْهٍ وناحيةٍ. انظر: ابن منظور: لسان العرب، 1/ 217.
[20] (الشاعر حذافة بن غانم العدوي، وهو يمدح أبا لهب)
[21] عبد مناف: الجد الثالث للنبي صلى الله عليه وسلم، وأولاد عبد مناف كلهم سادة، ورؤوس قبائل معروفة (هاشم، والمطلب، ونوفل، وعبد شمس، ومن عبد شمس: ربيعة، وأمية)
[22] الغطاريف جمع الغِطريف: وهو السيِّد، وقيل: الشريفُ السخِيُّ الكثير الخير. وقيل: الغِطْريف الفتى الجميل، وقيل: هو السخِيُّ السَّريُّ الشابُّ. ابن منظور: لسان العرب، 9/ 269.
[23] هاشم: الجد الثاني للنبي صلى الله عليه وسلم
[24] المسنتون: الّذين أصابتهم السّنة، وهي الجوع والقحط. العجاف: الضّعف والهزال
[25] الشاعر: هو مطرود بن كعب الخزاعي من شعراء الجاهلية، أو عبد الله بن الزبعري السهمي أدرك الإسلام، وأسلم بعد فتح مكة، ومدح الرسول صلى الله عليه وسلم بقصيدة)
[26] عبد المطلب: الجد الأول للنبي صلى الله عليه وسلم
[27] هذا الإطعام كان بعد ذبح مائة من الإبل بعد فداء ابنه عبد الله.
[28] الآن عرف دغفل أن أبا بكر ليس من فروع قصي، وبالتالي ليست فيه الأمور الخاصة بالكعبة، أو الحجِّ، أو قيادة مكة!
[29] الإفاضة كانت في بني صوفة (من الغوث من طابخة بن إلياس)، وبني عَدْوان (من قيس عيلان)، ومع ذلك يروي ابن إسحاق أن قصيًّا حازها يوم حاز ملك مكة، وهذا أوقع، ولذا ذكر الغلام ذلك في حواره دلالة على أنه يعرف أن الإفاضة في قريش، وليست في صوفة.
[30] الحجابة والندوة في بني عبد الدار، والسؤال عن واحدة تكفي عن الأخرى، ولكن دغفلًا يعدِّد مزايا قريش، وينفي عنها أبا بكر
[31] (السقاية والرفادة أيضًا في عائلة واحدة هي بني هاشم، وإذا لم يكن من أهل السقاية فهو حتمًا ليس من أهل الرفادة!)
[32] وفي رواية يهيضه حينًا وحينًا يصدعه أي يكسره مرة، ويشقُّه أخرى.
[33] زمعات قريش فروعها الصغيرة أو الأتباع والذوائب هم الأعالي، وهم الأشراف والقادة ومنه قول حسَّان بن ثابت في مدح قريش والرسول صلى الله عليه وسلم: إنّ الذّوَائِبَ مِنْ فِهْرٍ وَإِخْوَتِهِمْ ... قَدْ بَيّنُوا سُنّةً لِلنّاسِ تُتّبَعُ
[34] بَاقِعَة: أي داهية.
[35] أعتقد المناداة بأبي الحسن تصحيف من أحد الرواة، لأن عليًّا لم يكن تزوَّج بعد!، الخلاصة أن الفضل المشهور عند العرب لقريش يعود كله لبيت الرسول صلى الله عليه وسلم، وهذا جعل العرب يوقِّرونه بصورة تلقائية، وهذا كله تمهيد وتثبيت للنبوة.
[36] ابن حبان: السيرة النبوية 1/ 93 - 105، وأبو نعيم: دلائل النبوة ص 283، والبيهقي: دلائل النبوة 2/ 422-427، وابن عساكر: تاريخ دمشق 17/ 293-301، وابن الجوزي: المنتظم 3/ 21، وابن كثير: البداية والنهاية 3/173-178، وقال ابن حجر: أخرج الحاكم وأبو نعيم والبيهقي في الدلائل بإسناد حسن عن ابن عباس عن علي بن أبي طالب. انظر: فتح الباري 7/220، وقال الصوياني: إسناده جيد. انظر: الصوياني: السيرة النبوية، 1/231.
[37] البيهقي: دلائل النبوة 2/ 207، وقال الصوياني: حديث حسن. انظر: السيرة النبوية، 1/ 156، وقال محمد بن رزق بن طرهوني: إسناده حسن. انظر: صحيح السيرة النبوية 2/ 41، 42، وحاشيتها رقم (414) 2/ 311.
التعليقات
إرسال تعليقك