جروح نازفة
جروح نازفة
باتت الأمة ممزقة، وتكالب عليها الأعداء من كل حدب وصوب، وتناحرت في ما بينها وتنازعت، فصارت الجروح شتى في البلاد، والنزيف يتزايد بين العباد، وهذه بوابة تهتم بملفات المسلمين والبلاد الإسلامية في العالم، التي تنزف الجراح من احتلال المعتدين، أو خلافات المتناحرين، حروب وانقسامات، وتدمير وإرهاب.. كل ذلك في جروح نازفة.
ملخص المقال

تعهد أبهيسيت فيجاجيفا (رئيس الوزراء التايلاندي) باتباع مسار جديد في التعامل مع الصراع الدامي في الولايات الجنوبية ذات الأغلبية المسلمة يقوم على حزمة سياسات سلمية.
وقال فيجاجيفا أمام اجتماع لرابطة دول جنوب شرق آسيا بالعاصمة الإندونيسية جاكرتا: "أعتقد أن كل التغييرات التي شهدناها على مدى الشهرين الماضيين واضحة، وتحدد اتجاهًا جديدًا في طريقة تعاملنا مع الوضع في الجنوب".
وأضاف أن حكومته تجري حاليًا مراجعة شاملة لتحسين أحوال المسلمين في الجنوب، ووضع سياسات مناسبة لمعالجة مشاكلهم.
وشدّد على أنّ السلطات ستفتح تحقيقًا في التجاوزات التي ارتكبها الجيش ضد الأقلية المسلمة، وذلك بغية حلّ المشكلة بشكل دائم.
واتهمت منظمة العفو الدولية الجيش التايلاندي الشهر الماضي باستخدام العنف ضد المسلمين في الولايات الجنوبية، وأوضحت المنظمة التي تتخذ من نيويورك مقرًّا لها أنّ مسلمي جنوب تايلاند تعرضوا للضرب والحرق والدفن أحياء.
وأكّد رئيس وزراء تايلاند أنّ القوة العسكرية لن تحقق السلام في الجنوب، مشددًا على ضرورة وضع حزمة سياسات سلمية متكاملة للوصول إلى هذا الهدف.
ولفت فيجاجيفا إلى أنّ حكومته أمرت بإعادة النظر في القوانين التي تطبق في المحافظات الجنوبية، قائلاً: "نتخذ بعض الخطوات المهمة للتأكُّد من عدم وجود أي ثغرات يمكن استغلالها من قبل المسئولين للعدول عن هذا الخط".
وأضاف أن حالة الطوارئ المفروضة في الجنوب منذ أربع سنوات لن تمدد "تلقائيًا" بعد أن تنتهي في أبريل المقبل.
وشدّد رئيس الوزراء على أن التنمية الاقتصادية والتعليم والثقافة الإسلامية لا بدّ أن تؤخذ في عين الاعتبار من أجل حلّ مشاكل الجنوب.
وأشار فيجاجيفا إلى الفقر وعدم الاهتمام بالتنمية الاقتصادية كأحد عوامل تأجيج الاضطرابات في الجنوب، ومع هذه الوعود حرص على التأكيد أنّ حلّ النزاع في الجنوب ليس سهلاً، وسيأخذ وقتًا طويلاً.
ويشكل المسلمون في تايلاند أكثر من 5% من إجمالي السكان البالغ نحو 64.6 مليون نسمة، ويتركزون في ثلاث ولايات في أقصى الجنوب يمثلون فيها الأغلبية، وهي: باتاني، يالا، وناراثيوات.
وكانت لتلك الولايات سلطة إسلامية مستقلة إلى أن احتلتها بانكوك منذُ قرن تقريبًا، ومن حينها يعاني المسلمون في تلك الولايات من الاضطهاد والتفرقة في مختلف مجالات الحياة، بحسب المؤسسات المعبرة عنهم.
التعليقات
إرسال تعليقك