د. راغب السرجاني
المشرف العام على الموقع
طبيب ومفكر إسلامي، وله اهتمام خاص بالتاريخ الإسلامي، رئيس مجلس إدارة مركز الحضارة للدراسات التاريخية بالقاهرة، صاحب فكرة موقع قصة الإسلام والمشرف عليه، صدر له حتى الآن 58 كتابًا في التاريخ والفكر الإسلامي.
ملخص المقال
هل بإعتقادكم أن ما يحدث اليوم في سوريا هو ابتلاء لرفع الدرجات أم هو عقاب للتفريط في أمر ما؟ يجيب على هذا السؤال فضيلة الأستاذ الدكتور راغب السرجاني
هل بإعتقادكم أن ما يحدث اليوم في سوريا هو ابتلاء لرفع الدرجات أم هو عقاب للتفريط في أمر ما؟
بسؤال فضيلة الأستاذ الدكتور راغب السرجاني أجاب فضيلته:
عندما تحدث مصائب كبيرة في حياة الإنسان فهذا قد يعني ابتلاءً من الله واختبارًا وبالتالي رفع الدرجات عند النجاح في الإبتلاء، وقد يعني في الوقت نفسه عقاب من الله كما قال تعالى: {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ} [الشورى: 30] ولكي نفرق بين النوعين ننظر إلى حال الأفراد، فإن كانوا في عملهم وتلقيهم للمصيبة ونياتهم وتوجهاتهم منضبطين بضوابط الشريعة فهذا ابتلاء ويُرجى أن يرفع الدرجات ويمحو الله به الخطايا، وهو مثل ابتلاء الأنبياء [إنَّ أشدَّ الناسِ بلاءً الأنبياءُ، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم] (الراوي: فاطمة بنت اليمان المحدث: الألباني، المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 1562، خلاصة حكم المحدث: صحيح).
وإن كان حال الأفراد بعيدًا عن الله وغير صابرين عند المصيبة ومُفرطين في الشريعة فهذا عقاب من الله عز وجل وعلى الإنسان أن يلتفت في هذه الحالة إلى معاصيه فيتوب منها وإلا هلك، وهنا يصبح البلاء نوعًا من الإنذار من الله تعالى للعبد حتى يعود إليه، وتُذكرني هذه التفرقة بين الأمرين بقول الشافعي [إذا رأيت الرجل يسير على الماء ويطير في الهواء فأعرض عمله على الشريعة فإن كان موافقًا لها فهو ولي وإلا فهو شيطان].
التعليقات
إرسال تعليقك