ملخص المقال
اليهود ودول المقاومة المهارشات القديمة نفسها مقال بقلم أحمد النعيمي يوضح فيه الحرب الإعلامية بين دول المقاومة واليهود, فما حقيقة هذه الحرب المعلنة؟
يستغل اليهود وأعوانهم من دول المقاومة ذكرى مقتل غنية، للتطبيل والتزمير والتهريج، والإيهام بأن الحرب قادمة بين الطرفين، والتأكيد على وجود عداوة بينهما، حتى وإن كانت هذه العداوة في الصياح والنهيق، فمنذ أربعين سنة, ولهذه السنة ونحن نتوقع في كل سنة أن تجري حربًا ضروسًا بين الطرفين بعد كل حرب إعلامية يتبادلها الطرفان، والتي سرعان ما تنتهي كاشفة خلفها تعاون وثيق بين الطرفين في الخفاء، وتقاسم قطعة جديدة من بلاد الإسلام.
ففي ذكرى مقتل غنية هذه السنة يهدد الصهاينة بأنهم سيشنون هجومًا على حزب الله، ويستغل حسن نصر الله هذه المناسبة ليرد على التهديد الصهيوني بأنه سيطلب من جنوده احتلال الجليل في حال هاجم الصهاينة لبنان، زاعما أنه سيقوم باستهداف قادة صهاينة ثأرًا لمقتل غنية، رافقها رد الصهاينة على لسان نتنياهو بأنهم دولة قوية وقادرة عن الدفاع عن نفسها، ولا تخاف تهديدات نصر الله، مضيفًا: "ومن يختبئ في قبو فليبق مختبئًا فيه؛ لأنه لن يستطيع احتلال الجليل"، ثم تتابع الأحداث لتدخل سوريا وإيران في هذه الحرب الإعلامية، حيث يعلن الصهاينة أن إيران ستقوم بإرسال سفينتين حربيتين عبر قناة السويس إلى سوريا، حيث أكد وزير خارجية الصهاينة ليبرمان بأن هذا الأمر استفزازي ولن نتجاهله طويلاً، بينما نفى مسئولون في قناة السويس أن تكون قد تلقت أي طلب لعبور سفن إيرانية عبر القناة.
ما يجري اليوم بمناسبة ذكرى مقتل غنية أعادني إلى الذكرى السابقة لمقتله، والتي رافقتها حرب إعلامية بين الشياطين من الصهاينة وما يسمون أنفسهم بدول مقاومة، وكانت أشد ضراوة من حرب هذه السنة، وكتبت وقتها مقالي: "حروب شيطانية" وبينت فيه كذب هذه الحرب الإعلامية، وأن الحرب لن تقوم بين شريكين متعاونين كل التعاون، حيث اتهم الصهاينة سوريا بتزويد حزب الله بصواريخ أرض أرض، واتهام إيران بأنها تقوم بتدريب عناصر حزب الله، وأن حزب الله قام بإنشاء خمسة ألوية تتركز مهمتها في احتلال الجليل وإحداث حالة تمرد مسلح في وسط عرب فلسطين، بينما كان الجانب الأمريكي ينشر صواريخه في دول الخليج تحسبًا لهجوم محتمل على إيران، حتى وصل الأمر إلى أن يصرح أحد المسئولين الأمريكيين: "بأن استمرار سوريا في تزويدها حزب الله بالأسلحة الاستراتيجية سيجلب حربًا ثالثة على لبنان، على غرار حرب تموز 2006م"..
وجاء الرد من سوريا قويًّا كالعادة واصفًا اليهود بالزعران وأنهم يتصرفون تصرفات طفولية وسوريا لن تسكت أبدًا، بينما كان الرئيس الإيراني الذي أعلن عن رفع تخصيب اليورانيوم إلى20% يتصل بالرئيس السوري يدعوه لوضع حد نهائي للصهاينة ومحو دولتهم عن الخارطة في حال أقدموا على أي عمل عسكري في المنطقة، ولكن هذه الحرب الإعلامية انتهت كما بدأت سريعًا وكان أن سقطت العراق كاملة بيد إيران والتي يحكمها المالكي رجل إيران المخلص، والمخابرات الإيرانية، تحت بصر وسمع الاحتلال الأمريكي، وتسليم لبنان إلى نجيب ميقاتي رجل دول المقاومة المخلص.
وهكذا ستمر هذه الحرب الإعلامية من جديد منتظرة ذكرى جديدة لغنية، حتى تعود الحرب إلى الاشتعال من جديد، وتبقى المهارشات بين الصهاينة ودول المقاومة مستمرة، ونحن نترقب بخوف نذر حرب قادمة، بينما هم يتقاسمون الغنائم ويضعون أياديهم على بلد إسلامي جديد، ويضحكون علينا ملأ أشداقهم في سهراتهم الليلية، ويقرعون الكؤوس مجددًا، ويواصلون لعب ورق الكوتشينة.
التعليقات
إرسال تعليقك