اختار الله بعض المواقف من حياة الأنبياء وقصَّها في القرآن الكريم، وذلك لتعليم أسلوب تعامل يفيدنا في حياتنا الإنسانية، ويرفع من قدرنا في الآخرة.
الرسول
صلى الله عليه وسلم
في
مكة أطهر بقاع الأرض أضاء الكون لـميلاد
النبي خاتم النبيين، حيث
وُلد يتيمًا في عام الفيل، وماتت أمه في سنٍّ مبكرة؛ فربَّاه جدُّه عبد المطلب ثم
عمُّه أبو طالب، وكان يرعى الغنم ويعمل في التجارة خلال سنوات شبابه، حتى تزوج من
خديجة بنت خويلد
في سن الخامس والعشرين، وأنجب منها كلَّ أولاده باستثناء إبراهيم.
وفي سنِّ الأربعين نزل عليه الوحي بالرسالة، فدعا إلى عبادة الله وحده ونبذ الشرك،
وكانت دعوته سرِّيَّة لثلاث سنوات، تبعهنَّ عشرٌ أُخَر يُجاهر بها في كل مكان، ثم
كانت الهجرة إلى
المدينة المنوَّرة بعد شدة
بأسٍ من رجال قريش وتعذيبٍ للمسلمين، فأسَّس بها دولة الإسلام، وعاش بها عشر سنوات،
تخلَّلها كثيرٌ من مواجهات الكفار والمسلمين التي عُرِفَت بـالغزوات،
وكانت حياته نواة الحضارة
الإسلامية، التي توسعت في بقعةٍ جغرافيَّةٍ كبيرة على يد
الخلفاء الراشدين من بعده.
ملخص المقال
سجود التلاوة سببه تلاوة أو سماع آية من آيات السجود في القرآن الكريم، ومواضعه في القرآن الكريم خمسة عشر موضعًا على خلاف في بعضهم عند العلماء.
تعريف سجود التلاوة:
هو السجود الذي سببه تلاوة أو سماع آية من آيات السجود في القرآن الكريم، ومواضع آيات السجود في القرآن الكريم خمسة عشر موضعًا على خلاف في بعضهم عند العلماء، ولكن يفضَّل السجود فيها جميعًا، وسأذكر هنا ما اتَّفق عليه جمهور العلماء، مع علمي بوجود آراء أخرى، وأيضًا لن أذكر حديثًا إلا إذا كان عندي تصحيح له مع علمي أن علماء آخرين قد يكونوا ضعَّفوه، فلا ينشغل طلبة العلم بذكر تضعيف، أو رأي آخر، لئلا يحدث التشويش على الجمهور.
فضل سجود التلاوة:
روى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « إِذَا قَرَأَ ابْنُ آدَمَ السَّجْدَةَ فَسَجَدَ اعْتَزَلَ الشَّيْطَانُ يَبْكِي، يَقُولُ: يَا وَيْلَهُ - وَفِي رِوَايَةِ أَبِي كُرَيْبٍ: يَا وَيْلِي - أُمِرَ ابْنُ آدَمَ بِالسُّجُودِ فَسَجَدَ فَلَهُ الْجَنَّةُ، وَأُمِرْتُ بِالسُّجُودِ فَأَبَيْتُ فَلِيَ النَّارُ»[1].
حُكْم سجود التلاوة:
اتفق الجمهور على أنه مستحبٌّ، وفي البخاري عن عمر بن الخطاب أنه قرأ يوم الجمعة على المنبر سورة النحل حتى إذا جاء السجدة فنزل فسجد، فسجد الناس، حتى إذا كانت الجمعة القابلة، قرأ بها حتى إذا جاء السجدة، قال: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا نَمُرُّ بِالسُّجُودِ، فَمَنْ سَجَدَ، فَقَدْ أَصَابَ وَمَنْ لَمْ يَسْجُدْ، فَلاَ إِثْمَ عَلَيْهِ وَلَمْ يَسْجُدْ عُمَرُ رضي الله عنه»[2].
هيئة سجود التلاوة:
1 - يحصل بسجدة واحدة.
2 - يكون السجود على هيئة السجود في الصلاة تمامًا.
3 - ولا يشرع فيه -على الأصح- تحريم (تكبيرة إحرام) ولا تسليم.
قال ابن عبد البر: والمروي فيها عن النبي صلى الله عليه وسلم تكبيرة واحدة.
4 - الأفضل أن يقوم من أراد السجود للتلاوة في غير الصلاة، ثم يهوى لسجود التلاوة، قالوا: لأن الخرور: سقوط من قيام وقد قال تعالى: ﴿... إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ سُجَّدًا﴾ [الإسراء: 107]. وإن لم يفعل وسجد من قعود فلا بأس.
هل تشترط الطهارة واستقبال القبلة لسجود التلاوة؟
ما دام السجود ليس بصلاة فلا يشترط فيه استقبال القبلة والوضوء، لكن لا شك في أن السجود على طهارة مستقبلاً القبلة هو الأفضل والأكمل.
ما يقال في سجود التلاوة:
1- عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في سجود القرآن بالليل، يقول في السجدة مرارًا: «سَجَدَ وَجْهِيَ لِلَّذِي خَلَقَهُ، وَشَقَّ سَمْعَهُ وَبَصَرَهُ بِحَوْلِهِ وَقُوَّتِهِ»[3]، وأيضًا «اللَّهُمَّ اكْتُبْ لِي بِهَا عِنْدَكَ أَجْرًا، وَضَعْ عَنِّي بِهَا وِزْرًا، وَاجْعَلْهَا لِي عِنْدَكَ ذُخْرًا، وَتَقَبَّلْهَا مِنِّي كَمَا تَقَبَّلْتَهَا مِنْ عَبْدِكَ دَاوُدَ». وقال الإمام أحمد: «أَمَّا أَنَا، فَأَقُولُ: سُبْحَانَ رَبِّيَ الْأَعْلَى».
هل يسجد المستمع غير القارئ؟
السنة للمستمع أن يسجد بسجود القارئ، فإن لم يسجد فلا يتأكد في حقه، وإن كان الأَوْلى أن يسجد، والله أعلم.
كيف يسجد الماشي والراكب؟
من قرأ أو سمع آية سجدة وكان ماشيًا أو راكبًا، وأراد السجود، فإنه يومئ برأسه على أي اتجاه كان، فعن ابن عمر أنه سئل عن السجود على الدابة؟ فقال: «اسجد وأَوْمِ».
سجود التلاوة في أوقات النهي عن الصلاة:
يجوز سجود التلاوة في أوقات النهي عن الصلاة من غير كراهة -في أظهر قولي العلماء- لما تقدم من أن السجود ليس بصلاة، والأحاديث الواردة بالنهي مختصة بالصلاة.
تكرار تلاوة أو سماع آية السجدة:
إذا قرأ أو استمع آية السجود أكثر من مرة، فله أن يؤخر السجود فيسجد مرة واحدة.
فوات سجود التلاوة:
يستحب للقارئ والمستمع له السجود عقب آية السجدة، ولو تأخَّر قليلاً، فإن طال الفصل بين السجود وسببه لم يسجد لفوات محله.
سجود التلاوة في الصلاة:
يستحب لمن قرأ آية السجدة في صلاته أن يسجد من غير فرق بين الفريضة والنافلة، وهو مذهب الجمهور، وسواء كان منفردًا أو في جماعة، في سرية أو جهرية، لكن يُكره أن يقرأ بها الإمام في الصلاة السِّرِّيَّة لما يُخشى من التخليط على المأمومين.
إذا كانت السجدة آخر السورة، ماذا يفعل؟
إذا قرأ السجدة في الصلاة وكانت آخر السورة، فهو مخيَّر بين ثلاثة أمور:
1 - أن يسجد ثم يقوم فيصل بها سورة أخرى ثم يركع، وهذا هو الأَوْلى.
2 - أن يركع ويجزئه عن السجود
3 - أن يسجد، ثم يكبِّر فيقوم، ثم يركع من غير زيادة قراءة.
إذا قرأ آية سجدة على المنبر:
إن شاء نزل ليسجد، ويسجد معه الناس، وإن ترك السجود فلا حرج
ولو أمكنه السجود على المنبر سجد عليه كذلك، ويسجد الناس لسجوده
فإن لم يسجد الخطيب، لم يشرع للمأمومين السجود[4].
[1] مسلم: كتاب الإيمان، باب بيان إطلاق اسم الكفر على من ترك الصلاة (81).
[2] البخاري: أبواب سجود القرآن، باب من رأى أن الله عز و جل لم يوجب السجود (1027)
[3] أبو داود، كتاب سجود القرآن، باب ما يقول إذا سجد (1414) وقال الشيخ الألباني: صحيح
[4] لمشاهدة الحلقة على اليوتيوب اضغط هنا
التعليقات
إرسال تعليقك