جهاد السلطان الناصر قلاوون ضد الصليبيين مقال للكاتب شفيق جاسر أحمد محمود عن دور السلطان الناصر قلاوون ويوضح جهاده ضد الصليبيين
الرسول
صلى الله عليه وسلم
في
مكة أطهر بقاع الأرض أضاء الكون لـميلاد
النبي خاتم النبيين، حيث
وُلد يتيمًا في عام الفيل، وماتت أمه في سنٍّ مبكرة؛ فربَّاه جدُّه عبد المطلب ثم
عمُّه أبو طالب، وكان يرعى الغنم ويعمل في التجارة خلال سنوات شبابه، حتى تزوج من
خديجة بنت خويلد
في سن الخامس والعشرين، وأنجب منها كلَّ أولاده باستثناء إبراهيم.
وفي سنِّ الأربعين نزل عليه الوحي بالرسالة، فدعا إلى عبادة الله وحده ونبذ الشرك،
وكانت دعوته سرِّيَّة لثلاث سنوات، تبعهنَّ عشرٌ أُخَر يُجاهر بها في كل مكان، ثم
كانت الهجرة إلى
المدينة المنوَّرة بعد شدة
بأسٍ من رجال قريش وتعذيبٍ للمسلمين، فأسَّس بها دولة الإسلام، وعاش بها عشر سنوات،
تخلَّلها كثيرٌ من مواجهات الكفار والمسلمين التي عُرِفَت بـالغزوات،
وكانت حياته نواة الحضارة
الإسلامية، التي توسعت في بقعةٍ جغرافيَّةٍ كبيرة على يد
الخلفاء الراشدين من بعده.
ملخص المقال
في العام الحادي عشر خرج الرسول ﷺ إلى مقابر البقيع فاستغفر لموتى المسلمين، وأخبر أبا مويهبة أن الله خيَّره بين البقاء في الدنيا والموت فاختار الموت.
المرض الأخير لرسول الله ﷺ:
في أواخر صفر من العام الهجري الحادي عشر خرج الرسول ﷺ إلى مقابر البقيع فاستغفر لموتى المسلمين، وأخبر أبا مويهبة أنَّ الله خيَّره بين البقاء في الدنيا والموت فاختار الموت! بعدها بدأ يشعر بالمرض الشديد، وكان أوَّل ذلك المرض في بيت ميمونة بنت الحارث ل، فاستأذن نساءه أن يُمَرَّض في بيت عائشة رضي الله عنها لعدم قدرته على الحركة بين حجرات زوجاته رضي الله عنهن.
خطب رسول الله ﷺ في المسلمين في يوم السابع من ربيع الأوَّل؛ فمدح أبا بكر، وحذَّر من اتِّخاذ القبور مساجد، وخصَّ قبور الأنبياء بالتحذير.
اشتدَّ المرض على رسول الله ﷺ فما عاد يقدر على الحركة إلَّا متَّكئًا على رجلين، ووصل الأمر في التاسع من ربيع الأوَّل إلى عدم القدرة على الخروج للصلاة بالناس، فصلَّى بهم أبو بكر لمدَّة ثلاثة أيَّام، ولم يُسْتَثْنَ من ذلك إلَّا صلاة واحدة صلَّاها رسول الله ﷺ بالمسلمين قاعدًا.
في اليوم الحادي عشر من ربيع الأوَّل أخبر رسول الله ﷺ المسلمين بقتل فيروز الديلمي للأسود العنسي، وكان ذلك عن طريق الوحي؛ إذ كان الإخبار في اليوم نفسه الذي قُتِلَ فيه الأسود في اليمن. هكذا شَفَى اللهُ صدرَ رسول الله ﷺ من هذا المدَّعي للنبوَّة، وإن كان المدَّعي الآخر -مسيلمة الكذَّاب- ما زال حيًّا قويًّا؛ قال تعالى: ﴿فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنَّا مِنْهُمْ مُنْتَقِمُونَ ` أَوْ نُرِيَنَّكَ الَّذِي وَعَدْنَاهُمْ فَإِنَّا عَلَيْهِمْ مُقْتَدِرُونَ﴾ [الزخرف: 41، 42].
أيضًا في اليوم الحادي عشر من ربيع الأوَّل أعتق رسول الله ﷺ غلمانه، ووهب أسلحته للمسلمين، وكان في بيته سبعة دنانير تصدَّق بها، وظلَّت درعه مرهونةً عند يهودي، وكان قد رهنها في مقابل شعيرٍ يقتات به هو وأهله ﷺ[1].
[1] انظر: د. راغب السرجاني: من هو محمد، دار التقوى للطباعة والنشر، القاهرة، الطبعة الأولى، 1442= 2021م، ص416.
التعليقات
إرسال تعليقك