I grew up Baptist, in a family of ministers, in rural Mississippi. I went to college at Morehouse College in Atlanta, so I was exposed to the NOI
الرسول
صلى الله عليه وسلم
في
مكة أطهر بقاع الأرض أضاء الكون لـميلاد
النبي خاتم النبيين، حيث
وُلد يتيمًا في عام الفيل، وماتت أمه في سنٍّ مبكرة؛ فربَّاه جدُّه عبد المطلب ثم
عمُّه أبو طالب، وكان يرعى الغنم ويعمل في التجارة خلال سنوات شبابه، حتى تزوج من
خديجة بنت خويلد
في سن الخامس والعشرين، وأنجب منها كلَّ أولاده باستثناء إبراهيم.
وفي سنِّ الأربعين نزل عليه الوحي بالرسالة، فدعا إلى عبادة الله وحده ونبذ الشرك،
وكانت دعوته سرِّيَّة لثلاث سنوات، تبعهنَّ عشرٌ أُخَر يُجاهر بها في كل مكان، ثم
كانت الهجرة إلى
المدينة المنوَّرة بعد شدة
بأسٍ من رجال قريش وتعذيبٍ للمسلمين، فأسَّس بها دولة الإسلام، وعاش بها عشر سنوات،
تخلَّلها كثيرٌ من مواجهات الكفار والمسلمين التي عُرِفَت بـالغزوات،
وكانت حياته نواة الحضارة
الإسلامية، التي توسعت في بقعةٍ جغرافيَّةٍ كبيرة على يد
الخلفاء الراشدين من بعده.
ملخص المقال
كان لسعد بن أبي وقاص رضي الله عنه موقفًا استثنائيًّا في رد الأذى عن المسلمين، وإراقته لأوَّل دماءٍ في الإسلام، فهل أنكر عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم
أهم مقتطفات المقال
وعلى العموم كانت هذه -كما ذكرتُ- حالات استثنائية نادرة، أمَّا الأصل الثابت في هذه المرحلة فكان الكفُّ عن القتال؛ وذلك لتحقيق المصالح الكثيرة التي ذكرناها آنفًا.
مع أنَّ الأصل في فترة مكة كان الكفَّ عن القتال بشكل عامٍّ؛ فإنه قد حدثت استثناءات قليلة لهذه القاعدة، والاستثناء في المعتاد لا ينفي القاعدة بل يدعمها، ومنها ما مرَّ بنا سابقًا من دفاع الصديق رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما تهجَّم عليه بعض المشركين، وذكرنا حينها أنَّ الدفاع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان ضرورة لأنه أصل الدعوة، ولو قُتِل في هذه المرحلة لانهار كل شيء، ومع ذلك فلم تكن هذه هي الحالة الاستثنائية الوحيدة التي حدث فيها ردع للكافرين بالقوَّة، فقد تكرَّر مثل هذا الموقف مع سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه في موقف مهمٍّ من مواقف السيرة.
قال ابن إسحاق: وكان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إِذَا صَلَّوْا ذَهَبُوا إِلَى الشِّعَابِ، فَاسْتَخْفَوْا مِنْ قَوْمِهِمْ، فَبَيْنَا سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ فِي نَفَرٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي شِعْبٍ مِنْ شِعَابِ مَكَّةَ إِذْ ظَهَرَ عَلَيْهِمْ نَفَرٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَهُمْ يُصَلُّونَ، فَنَاكَرُوهُمْ وَعَابُوا عَلَيْهِمْ مَا يَصْنَعُونَ، حَتَّى قَاتَلُوهُمْ، فَاقْتَتَلُوا، فَضَرَبَ سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ يَوْمَئِذٍ رَجُلًا مِنَ الْمُشْرِكِينَ بِلَحْيِ[1] جَمَلٍ فَشَجَّهُ، فَكَانَ أَوَّلَ دَمٍ أُهْرِيقَ فِي الإِسْلامِ[2].
وهذا الذي كان من سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه لم يُنكره عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ وذلك لأنه جاء بصورة عفوية غير مرتبة، ولعلَّ الضرب الذي تعرَّض له سعد رضي الله عنه كان من الممكن أن يُفضي إلى نتائج وخيمة لولا ردُّه، كما أنَّه من الواضح أنه لم يكن تعذيبًا أو أذًى واقعًا عليه من نظام مكة الحاكم، أو من أحد الزعماء والكبراء؛ ولكن يبدو أنَّه كان من بعض المشركين العاديين من أهل مكة، ولعلَّهم كانوا من الشباب أقران سعد رضي الله عنه في العمر؛ لأنَّنا لم نسمع عن أيِّ تداعيات لهذا الموقف في السيرة، ولو كان تصعيدًا ضدَّ أحد الزعماء لكان أثره كبيرًا، ثم يجب ألَّا ننسى أنَّ سعدًا رضي الله عنه من بني زهرة، وله منعةٌ وقوَّةٌ في شخصه، وكان ردُّه منضبطًا غير متهوِّر، فأخذ الشكل الفردي، وسكت المسلمون الذين معه، ولم يُشاركوا في الأمر، فتوقَّف الصدام في لحظاته الأولى؛ ولكن بعد أن ترك آثارًا سعيدة على نفوس المسلمين، وهذه السعادة هي التي دفعت سعدًا رضي الله عنه إلى أن يتذكَّر دومًا هذا الموقف المهم، فكان يقول: «إِنِّي لأَوَّلُ رَجُلٍ أَهْرَاقَ دَمًا فِي سَبِيلِ اللهِ، وَإِنِّي لأَوَّلُ رَجُلٍ رَمَى بِسَهْمٍ فِي سَبِيلِ اللهِ»[3]. وعلى العموم كانت هذه -كما ذكرتُ- حالات استثنائية نادرة، أمَّا الأصل الثابت في هذه المرحلة فكان الكفُّ عن القتال؛ وذلك لتحقيق المصالح الكثيرة التي ذكرناها آنفًا.
هذه إذن كانت مصالح حَقَّقَتْهَا الدعوة بالكفِّ عن القتال؛ لكن الأمر في المعتاد لا يكون مطلقًا هكذا، وليس هناك اختيار يُحَقِّق المنافع كلها دون خسارة؛ لهذا كان من الضروري أن نتدبَّر المخاطر التي يمكن أن تنتج من جرَّاء منع المسلمين من قتال مَنْ قاتلهم في مكة.
لقد كانت هناك مخاطر تربوية محتَمَلة يمكن أن تظهر نتيجة قبول مثل هذا الظلم الذي وقع على المسلمين، ولا بُدَّ أن يُدركها الدعاة، ويحذروا منها، كما أدركها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتجنَّبها بأسلوبه التربوي الراقي، وكان من هذه المخاطر ثلاثة يكفي الواحد منها لإعاقة بناء الأُمَّة! ولذلك وجب على المسلمين دراسة هذه المخاطر، والحيلولة دون إصابة أفراد المجتمع المسلم بها، وهذه المخاطر هي: إلف الذُّلِّ، والسلبية، واليأس!
[1] اللحي: مفرد اللحيين وهما العَظْمان اللذان فيهما الأسنان.
[2] ابن إسحاق: السير والمغازي ص147، وابن هشام: السيرة النبوية 1/263، والبلاذري: أنساب الأشراف 1/228، والترمذي: الشمائل المحمدية ص211، والطبري: تاريخ الرسل والملوك، 2/318، وذكره مجدي فتحي السيد ولم يُعَلِّق عليه في سيرة النبي صلى الله عليه وسلم، 1/328، وذكره في صحيح السيرة النبوية لابن هشام ص98، وذكره محمد بن طاهر البرزنجي في صحيح تاريخ الطبري، 2/23.
[3] الترمذي: كتاب الزهد، باب ما جاء في معيشة أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم (2365)، وقال: حديث حسن صحيح. وذكره الترمذي في الشمائل المحمدية ص211، وصححه الألباني، انظر: مختصر الشمائل، ص81.
التعليقات
إرسال تعليقك