ملخص المقال
أشاد فضيلة الشيخ سلمان بن فهد العودة بنجاح موسم الحج لهذا العام والتطوير الذي شهدته المشاعر المقدسة وبتوسعة المسعى
قصة الإسلام – الإسلام اليوم
أشاد فضيلة الشيخ سلمان بن فهد العودة (المشرف العام على مؤسسة الإسلام اليوم) بنجاح موسم الحج لهذا العام والتطوير الذي شهدته المشاعر المقدسة، داعيًا إلى تحويل موسم الحج إلى فرصةٍ لتقديم نموذج راقٍ لإنجاز إسلامي عربِي سعودي على ثَرَى هذه البلاد، مشيرًا إلى أنّ الناس في حاجة إلى من يقهرهم على لون من الخير، حتى لو ضاقت له نفوسهم كما حصل في توسعة المسعى.
وقال العودة، خلال حلقة من برنامج الحياة كلمة والتي جاءت تحت عنوان "السواد الأعظم": من الحقّ أن نقول إنّه موسم ممتاز وكلّ من أسأله وأنا أستشرف وأنتظر كلمات الرِّضا من شفتيه وجدت أنّ الكثيرين يتحدثون بروح إيجابية عن الحج والمنشآت الضخمة".
وأبدى الشيخ العودة ارتياحه لرؤيته جِسْر الجمرات وهو يكتمل ويستوعب هذا العدد الكبير، ويؤدي الناس الرَّمْي بكل يُسْرٍ وسهولة بينما كان مقتلة في فترة مَضَت.
كما أشاد بتوسعة المسعى وقال: "ونحن نستمتع بالسعي في التوسعة الرائعة للمسعى نتذكر بعض الأصوات التي كانت تعترض عليها فندرك أنّ الناس فعلاً بحاجة – أحيانًا - إلى من يقهرهم على لون من الخير والتوسعة، التي ربما تضيق بها نفوسهم أول الأمر ثم تتقبلها بعد ذلك".
كما وأشار فضيلته إلى قطار المشاعر المقدسة، وكيف كان البعض يتحدث عن القطار في الإنترنت بصورة سلبية، ولكن لَمّا صار واقعًا وشاهده الناس أدركوا أنه إنجاز ضخم على الرغم من أنّه مسار واحد. معربًا عن أمله أن يكون هناك تطوير و مسارات متعددة في الأعوام القادمة وأن يكون أيضًا القطار من مكة وإليها ذهابًا وإيابًا ومن مطار جدة ذهابًا وإيابًا بحيث يستطيع الحجيج أن يصلوا إلى كل المشاعر.
وأكّد الشيخ سلمان "أنّ الحج يمكن أن يتحوّل إلى فرصة رائعة لنقدم نموذجًا راقيًا لإنجاز إسلامي عربي سعودي على ثَرَى هذه البلاد الطاهرة"، لافتًا إلى أنه وتبعًا لذلك "سيتَرَبّى الناس على ثقافة الحج وفرصةً لتربية الحجيج على الانضباط، على النظام، على النظافة، على احترام الآخرين بدلاً من التركيز على صور سلبية في الماضي".
وأكّد الشيخ سلمان أن الروح الجماعية في الحج هي من مقاصد التشريع كما قال ربنا- سبحانه وتعالى-: {لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ}، أيّ منافع أعظم من منافع التجارة التي ذكرها بعض الفقهاء، ومنافع السياسة، ومنافع النفس والأخلاق و الذات والسلوك والتهذيب والتربية والروح الجماعية التي يُرَبّي الحجيج عليها.
ولفت إلى أن ذلك "يتطلب قدرًا من التوعية في الحج بأن تكون نصائحنا وأحاديثنا ومواعظنا في المخيمات وفي الحملات وفي وسائل الإعلام تذهب لهذا الاتجاه وألا يكون الحج فرصة لتصفية الحسابات ما بين دول أو بين شعوب، أو بين مدارس فقهية أو حركية، أو شيوخ أو أشخاص".
وحول مداخلة من متصل طالب فيها بالتعليق على دور المملكة في خدمة الحجيج وأنّه ليس هناك جدوَى اقتصادية من وراء الحج وإنّما هي جدوى إيمانية روحانية قال الشيخ سلمان: من المؤكّد أنه الآن ليس هناك جدوى اقتصادية مباشرة من عملية الحج؛ لأن الإنفاق والمليارات التي تضخّ في الجسور والمبانِي والكباري وجسور الجمرات والمسعى وتوسعة الحرم هي مبالغ هائلة جدًا".
وأرْدَف : "لكن في نظري إن الحج بدلاً من أن يشكل أزمة الآن ونفكر كيف تنتهي بسلام ونتنفس الصعداء، يجب أن نفكر بتحويلها إلى فرصة إيمانية وثقافية وفرصة اقتصادية أيضاً.
وذكر فضيلته على سبيل المثال: كيف بعد عشر سنوات نستطيع أن نستقبل ثلاثين مليون حاج مثلاً ونوفّر من الإمكانيات لهم ما يكون تحقيقًا لهذا النسك العظيم وأداءً لهذه الشعيرة الربانية التي هي ركن من أركان الإسلام الحج إلى بيت الله الحرام وتحقيق اليُسْر والسهولة في ذلك".
وأوضح أنه في الوقت ذاته "تعود مصالح على الناس وعلى التجار وعلى أصحاب العقار و الفنادق وعلى أصحاب الدكاكين والمحلات التجارية وعلى البلد ذاته فهذه فرصة ضخمة جدًا .
وأضاف الشيخ سلمان أن ما يميز هذه الفرصة أنه فرصة مُعَوْلَمة، موضحاً أن البائع والتاجر يجد نفسه ثلاثة ملايين أو ثلاثين مليون يأتون إليه من أنحاء العالم، في موسم سياحي ربّاني تعبُّدي ضخم ، وأعتقد أن الرؤية ضرورية هنا حتى تكون المشاريع كلها منظومة في سلسلة واحدة".
وأكّد أنه "ربما الجدوى الاقتصادية إذا أُتِيحت أو فكَّر فيها المسئولون على الحج ليس لذات الجدوى الاقتصادية ولكن لأنّ التفكير الاقتصادي غالبًا يُورِث إستراتجية في التفكير رائعة تخدم كافة الأطراف، وفي القرآن الكريم ما يُوحِي بربط الحج بجانب اقتصادي، والفقهاء والمفسرون نَصُّوا بأن المقصود بقوله تعالى {لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلاً مِنْ رَبِّكُمْ} بالتجارة، إذ إن التجارة مقصد، ليس الحج من أجل التجارة ولكن المعنى هنا أن الحجّ كان سببًا في هذه المصالح، وإذا كانت هذه مصالح للأفراد فهي كذلك مصالح للمجتمعات وللدول وللحكومات أيضًا".
وذكر الشيخ العودة أنه أثناء طوافه طواف الحج وطواف الوداع في ذات الوقت لاحظ الناس يدفع بعضهم بعضًا بحكم الزحام، و جاهزية الحاج لأن ينتقد الآخرين مؤكداً أن هذه الأخطاء جميل أن يعيشها الإنسان؛ لأن أي إنسان في حياته وليس عند الكعبة فقط سيجد أخاه المسلم الذي يختلف معه أو يطعنه أو يسيء إليه أو يرميه بكلمة أو أذى.. وهنا نتعلم كيف يكون لدينا القدرة على التخلُّص من الأنانية والذاتية في حق الآخرين واستيعاب بعض الأخطاء التي تصدر من الناس ونتخلص من الحساسية المفرطة أو الانفعال السريع والظن بأن مَن لمسنا أو اقترب منا أراد بنا سوءاً، وأنه ليس كل من أخطأ في حقنا في وقت ما ظننا أنه سوف يظلّ أبداً مخطئًا في حقنا أو أنه سوف يُجحف أو يُطيح بنا.
وهنّأ فضيلته في بداية الحلقة كلّ من كتب الله له الحجّ هذا العام سائلاً الله لهم القبول والمغفرة والرحمة والسلامة والعودة إلى أهلهم وأحبائهم، داعيًا كذلك لكل الذين لم يَكْتُبِ الله لهم الحج لكن كتب لهم شهود صيام يوم عرفة وهو الذي يكفِّر سنتين، ولكل من حالت ظروفهم دون هذا أو ذاك فكتب الله لهم الأجر والثواب.
وكان أمر التوسعة قد عُرضَ على هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية ولم يحظ بإجماع أعضائها، وصدر عدد من الفتاوى لعدد من العلماء بعدم جواز السعي في هذه الزيادة الجديدة، وأن من سعى فيها يعتبر في حكم المُحْصَر، لعدم تمكُّنه من السعي، وعليه دم.
وجاء قرار الملك عبد الله بن عبد العزيز خادم الحرمين الشريفين باعتماد التوسعة استناداً إلى الرأي القائل بجوازها لكثرة أعداد الحجاج والمعتمرين أضعافاً ما كانت عليه سابقاً.
وقد كتب الشيخ سلمان العودة قبل عامين بحثا حول المسعى الجديد يؤيد فيه القرار بالتوسعة.
التعليقات
إرسال تعليقك