ملخص المقال
حذر ممثلو الجاليات الإسلامية في أوروبا من إقصاء المسلمين بحجة الخوف من أسلمة أوروبا، وأكدوا على رغبة المسلمين في أن يكونوا جزءا من أوروبا
قصة الإسلام - موقع نسيج الإسلامية
حذر ممثلو الجاليات الإسلامية في أوربا من إقصاء المسلمين بحجة الخوف من "أسلمة أوربا"، وأكدوا في ختام المؤتمر الثالث "للأئمة والمرشدات الدينيات في أوربا" على رغبة المسلمين في أن يكونوا جزءًا من أوربا.
وفي بيانهم الختامي الذي تلاه رئيس الهيئة الإسلامية في النمسا، أنس الشقف، أن الأئمة وبعد دراسة مستفيضة للوضع الراهن هناك، عبروا عن مخاوفهم من إقصاء المسلمين والإسلام، خصوصًا في هذا الظرف الذي تشهد فيه أوربا أزمة اقتصادية ومساعي لنشر العولمة بشكل سريع.
وشدد البيان على أهمية اندماج المسلمين داخل المجتمعات الغربية وبما يبدد مخاوف الأوربيين من الإسلام، مشيرًا إلى أن شعار "أسلمة أوربا" الذي ترفعه الأحزاب الشعبوية المتطرفة، تثير مخاوف باتت منتشرة بشكل واسع بأن المسلمين يمثلون خطرًا على أسلوب حياة وقيم الأغلبية التي تعيش في المجتمعات الأوربية. ومن الشعارات التي تروج لها الأحزاب الشعبوية المتطرفة، أن الحياة الشرقية التي يعيشها المسلمون بحكم تواصلهم مع مجتمعاتهم الأصلية لا تجعلهم يندمجون في مجتمعاتنا فحسب، وإنما هي تهدد أسلوب حياتنا الأوربية الخاصة بنا.
وحذروا من أن تتحول هذه التهديدات إلى وسيلة لخدمة أغراض سياسية كما هو الحال بالنسبة للاستفتاء الذي وقع في سويسرا، ضد بناء المآذن لمنع المظاهر الإسلامية بشكل قانوني.
أكد البيان على ضرورة تطوير مجتمع إسلامي مستقل باعتباره جزءا من المجتمع الأوربي، يختلف عن الدول الإسلامية وعن الأحزاب الموجودة فيها.
وشدد على ضرورة تمتع المسلمين في أوربا بروح إيجابية وبالمشاركة الفعالة في الحياة الاجتماعية الأوربية ضمن مقولة "الاندماج من خلال المشاركة".
كما شدد البيان على ضرورة أن يعمل المسلمين الأوربيين على تحسين صورتهم لدى الرأي العام الأوربي، وأن يثبتوا أنهم لا يمثلون مشكلة في المجتمع الأوربي، وإنما هم جزء من الحل للتحديات الراهنة التي تواجه أوربا.
يذكر أن مؤتمر الأئمة والمرشدات الدينيات يعتبر امتدادًا لمؤتمري "أئمة أوربا" الذي عقد في مدينة "غراتس" النمساوية الجنوبية عام 2003م، ومؤتمر "الأئمة والمرشدات" عام 2007م في فيينا.
وكان المؤتمر الثالث لكبار رجال الدين والأئمة المسلمين، الذي نظمته الهيئة الإسلامية الرسمية في النمسا، بالتعاون مع وزارة الخارجية النمساوية وبلدية فيينا، قد بحث على مدى ثلاثة أيام في جملة من القضايا التي تشغل أبناء الجاليات الإسلامية في أوربا بشكل عام والنمسا بشكل خاص، من أبرزها حرية الرأي وممارسة الشعائر الإسلامية، إضافة إلى كيفية تعزيز الحوار والتعايش الحضاري والثقافي بين المسلمين ومعتنقي الديانات السماوية الأخرى في أوربا.
كما ناقش المشاركون سبل تنشيط دور الأئمة والدعاة والمرشدات في التوعية، انطلاقًا من الحرص على الالتزام بإبراز الصورة الحقيقية للإسلام بعيدًا عن الغلو والتطرف.
يذكر أن عدد المسلمين في النمسا يبلغ حاليا حوالي"500" ألف، يتمتعون بالحقوق التي كفلها الدستور منذ عام 1912م، بعد اعتراف النمسا في عهد القيصر فرانس يوزيف بالدين الإسلامي، فيما عرف تاريخيًّا "قانون الإسلام" الذي ساوى بين الأقلية المسلمة وغيرها من أصحاب الديانات الأخرى.
التعليقات
إرسال تعليقك