ملخص المقال
أصدر الأزهر الشريف قرارا بضرورة بقاء أسماء الله الحسنى التسعة والتسعين المتعارف عليها كما هي دون تعديل
قصة الإسلام - وكالات
أصدر الأزهر الشريف -أكبر مؤسسة سُنيَّة في العالم الإسلامي- قرارًا بضرورة بقاء "أسماء الله الحسنى" التسعة والتسعين المتعارَف عليها كما هي دون تعديل، مشيرًا إلى أن محاولات التعديل التي يطلِقُها البعض من وقت إلى آخر تؤدي إلى "البلبلة وشقّ عصا الإجماع". وعرض الأزهر على مجمع البحوث الإسلامية (أعلى هيئة بحثية في الأزهر) دراسة عن أسماء الله الحسنى، وتبين المجمع وجود أسماء بها غير الأسماء التسعة والتسعين التي أجمعت عليها الأمة من السلف والخلف.
إلا أن المجمع أعلن في بيان حمل توقيع الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية الشيخ علي عبد الباقي، أنه يرى انطلاقًا من مسئوليته الدينية أن أسماء الله الحسنى لا يعرف عددها إلا الله تعالى وحده؛ حيث لا يوجد نصٌّ قاطعٌ من القرآن والسنة في تحديدها، وأن أرجح الروايات وأشهرها في هذا الشأن هي رواية الترمذي والوليد بن مسلم المشهورة بين الأمة والمعمول بها والمجمَع عليها.
وبناءً على ذلك رأى المجمع أن الأسماء التسعة والتسعين المشهورة بين الأمة توقيفية؛ حيث أجمعت الأمة على العمل بهذه الأسماء التي اشتهرت بينها، حتى إن كانت من إدراج الوليد بن مسلم؛ لأن الذي يعطيها المشروعية هو أن علماء الأمة من الخلف والسلف لم ينكرْ أحدٌ منهم هذه الأسماء ولم يقل بخطئها.
ودلَّل على رأيِه بأن "هذه الأسماء رواها الجمع الكثير من علماء السنة والحديث، وبينهم الترمذي وابن حبان والحاكم وابن خزيمة والبيهقي، والدارمي، وابن ماجه، وقامت عليها جميع الشروح لكبار العلماء للأمة، مثل الشيخ أبو القاسم البقالي وأبو اليمن سعد اليماني وأبو العباس أحمد البوني، والإمام البيضاوي، والإمام أبو حامد الغزالي، والقرطبي". وشدَّد المجمع على أن "الآراء التي يدعو إليها البعض الآن لم تكن في غيبةٍ عن هؤلاء العلماء، لكنهم لم يعولوا عليها، ورجَّحوا رواية الوليد بن مسلم عليها، وبقيَت في كتب التراث حتى اليوم". واعتبر أنه "لا داعٍ للتشتُّت نحو الاتجاه الذي أغفله علماءُ السلف؛ لذلك يؤكد المجمع قراره بالالتزام بما عليه الجمهور منذ بدء الرسالة حتى اليوم من أن أسماء الله الحسنى توقيفية، وليس لأحد أن ينكر بعض هذه الأسماء التي تعارفت عليها الأمة، وتلقتها بالقبول سلفًا وخلفًا". واختتم قائلاً: "ليس لأحد أن يطالب بحذف بعضها أو استبدالها بأسماء أخرى وإلزام الناس بها؛ لأن في ذلك خطرًا كبيرًا وفتحًا لباب الفتنة والبلبلة".
وكان الدكتور المصري محمود عبد الرازق الرضواني، أستاذ العقيدة والأديان والفِرق والمذاهب المعاصرة بكلية الشريعة وأصول الدين بجامعة الإمام خالد في السعودية، وصاحب دراسة أسماء الله الحسنى، هو أول من نادى بتعديلها منذ خمس سنوات، ورأى في دراسته أن 33 اسمًا من أسماء الله المتعارف عليها غير صحيحة.
التعليقات
إرسال تعليقك