ملخص المقال
أكدت دراسة مدعومة من الحكومة الهولندية أن المساجد توفر 150 مليون يورو سنويا لخزانة الدولة؛ بسبب الأنشطة الخدمية والتطوعية التي تقدمها بدون الحصول على
أكدت دراسة مدعومة من الحكومة الهولندية أن المساجد توفر 150 مليون يورو سنويا لخزانة الدولة؛ بسبب الأنشطة الخدمية والتطوعية التي تقدمها بدون الحصول على أي دعم من الدولة التي تعاني أزمة مالية خانقة ضمن تبعات الأزمة الاقتصادية العالمية. وبحسب الدراسة التي شملت 16 مسجدا، وأجرتها مؤسسة أويكوس المستقلة بدعم رسمي وإسلامي، فإنه بتحويل نتاج الأنشطة الثقافية مثل دروس اللغة، والأنشطة الاجتماعية مثل إيواء المشردين، وإطعام الفقراء إلى قيمة نقدية، تبين أن المساجد توفر للمجتمع نحو 150 مليون يورو كل عام، أو في تقديرات أخرى فإنها توفر ما يعادل 2600 وظيفة بدوام كامل على أقل التقديرات. والدراسة التي وزعتها وزارة الداخلية قبل يومين تعد الأولى التي يتم فيها تقييم ومسح للأنشطة الاجتماعية والثقافية والدينية الخاصة بالمساجد، وجاءت بناء على طلب من هيئة ممثلي المسلمين لدى الحكومة (CMO) بتخصيص دراسة خاصة بالمساجد في هذا الشأن على غرار ما تقوم به السلطات مع مؤسسات دينية أخرى. وفي تعليق على نتائج الدراسة قال ناصر جومان، عضو مجلس ممثلي المسلمين لدى الحكومة الهولندية: "أنا سعيد لهذه النتائج التي تبرز الدور التنموي الخفي الذي تقوم به المساجد، وذلك لأول مرة في تاريخ الوجود الإسلامي في هولندا، خاصة أن هذا التقييم صدر عن مؤسسة مستقلة". وأضاف جومان أن المجلس أصر على إجراء الدراسة لإبراز الحقائق أمام السياسيين حول دور الإسلام في هولندا: "كنا نعرف أن الأبحاث إذا كانت مستقلة فستصل إلى هذه النتائج".ولفت جومان إلى قيمة اجتماعية تتميز بها المساجد عن المؤسسات الاجتماعية والثقافية في البلاد، وهي أنه "في الوقت الذي تبذل المؤسسات الاجتماعية والثقافية جهودا كبيرة في البحث عن المتطوعين، تجد وفرة منهم في أغلب المساجد؛ وهو ما يسهل ويغذي الدور الاجتماعي الذي تفرضه عقيدتنا على المسجد". من جهتها، قالت الدكتورة فيلموت بوندر، المتخصصة في الدراسات الإسلامية والمشاركة في الدارسة، خلال حوار مع راديو هولندا الدولي: إن هذا الدور للمساجد يرفع أعباء كثيرة عن الدولة؛ "لأنه سيعفي مؤسسات أخرى تابعة للحكومة مثل مؤسسات العمل الاجتماعي من القيام بها، وهو ما يجب إبرازه للعيان". ويعيش في هولندا حوالي مليون مسلم من أصل 16 مليونا هم عدد سكان الدولة، وهم يتعرضون لحملات تشويه منظمة من ساسة وإعلاميين هولنديين يتهمون الإسلام بأنه دين عنف، ويحث على ازدراء وتحطيم المجتمعات الغربية، خاصة منذ تفجيرات 11 سبتمبر في الولايات المتحدة عام 2001، ومقتل المخرج الهولندي ثيو فان جوخ على يد شاب مسلم احتجاجا على إخراجه فيلما مسيئا للإسلام عام 2004.
التعليقات
إرسال تعليقك