د. راغب السرجاني
المشرف العام على الموقع
طبيب ومفكر إسلامي، وله اهتمام خاص بالتاريخ الإسلامي، رئيس مجلس إدارة مركز الحضارة للدراسات التاريخية بالقاهرة، صاحب فكرة موقع قصة الإسلام والمشرف عليه، صدر له حتى الآن 58 كتابًا في التاريخ والفكر الإسلامي.
ملخص المقال
ماذا تفعل لو خرج الدجال؟
3 أمور تفعلها الآن قبل أن يظهر:
أولًا: قوة العقيدة ورفع المستوى الإيماني
ففي الترمذي عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "ثَلَاثٌ إِذَا خَرَجْنَ {لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ} [الأنعام: 158] الْآيَةُ؛ الدَّجَّالُ، وَالدَّابَّةُ، وَطُلُوعُ الشَّمْسِ مِنَ المَغْرِبِ «أَوْ» مِنْ مَغْرِبِهَا"[1].
رفع مستوى الإيمان بقراءة القرآن، وكثرة الذكر، والتوبة من الذنوب (منهج حياة)، وكثرة التذكير بأحداث النهاية وتفصيلاتها، وهذه الأمور تجعلك قادرًا على قراءة كلمة كافر أو كفر على جبهته، فلا تُفْتَن.
ثانيًا: حفظ عشر آيات من سورة الكهف:
روى مسلم عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «مَنْ حَفِظَ عَشْرَ آيَاتٍ مِنْ أَوَّلِ سُورَةِ الْكَهْفِ عُصِمَ مِنَ الدَّجَّالِ»[2]، وفي رواية الترمذي عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ قَرَأَ ثَلَاثَ آيَاتٍ مِنْ أَوَّلِ الكَهْفِ عُصِمَ مِنْ فِتْنَةِ الدَّجَّالِ»[3]، قَالَ شُعْبَةُ: مِنْ آخِرِ الْكَهْفِ.
وعند النسائي وهو صحيح عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ قَرَأَ سُورَةَ الْكَهْفِ كَمَا أُنْزِلَتْ كَانَتْ لَهُ نُورًا مِنْ مَقَامِهِ إِلَى مَكَّةَ، وَمَنْ قَرَأَ بِعَشْرِ آيَاتٍ مِنْ آخِرِهَا فَخَرَجَ الدَّجَّالُ لَمْ يُسَلَّطْ عَلَيْهِ»[4]، والعشر الآيات الأولى من الكهف: من أول السورة إلى {إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ فَقَالُوا رَبَّنَا آتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا} [الكهف: 10]، والعشر الآيات الأخيرة: من آية 101 {الَّذِينَ كَانَتْ أَعْيُنُهُمْ فِي غِطَاءٍ عَنْ ذِكْرِي وَكَانُوا لَا يَسْتَطِيعُونَ سَمْعًا} [الكهف: 101] إلى آخر السورة.
ثالثًا: الاستعاذة من فتنة الدجال:
في البخاري عَنْ عَائِشَةَ، زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ذكرت: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَدْعُو فِي الصَّلاَةِ: "اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ القَبْرِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ المَسِيحِ الدَّجَّالِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ المَحْيَا، وَفِتْنَةِ المَمَاتِ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ المَأْثَمِ وَالمَغْرَمِ"[5].
5 أمور تفعلها لو كنت تعيش في زمن الدجال:
ستكون الحضارة قد انهارت، وعرف المسلمون بالملحمة، وظهر المهدي
أولًا: اجتهد أن تكون مع المهدي آنذاك
أي في جيش الملحمة، وفتح القسطنطينية، لأن الذي سينجو من المعركة سيكون مع المهدي وقت نزول المسيح بن مريم، وسيكون في استعداد لقتال الدجال، وبذا سيكون في حماية المسيح ابن مريم، وقد ورد عند الحاكم وهو صحيح يذكر ما كان من أمر الدجال بعد أن صرفته الملائكة من المدينة: ".. ثُمَّ جَبَلَ إِيلِيَاءَ فَيُحَاصِرُ عِصَابَةً مِنَ الْمُسْلِمِينَ (فيهم المهدي)، فَيَقُولُ لَهُمُ الَّذِينَ عَلَيْهِمْ مَا تَنْتَظِرُونَ بِهَذَا الطَّاغِيَةِ أَنْ تُقَاتِلُوهُ حَتَّى تَلْحَقُوا بِاللَّهِ أَوْ يُفْتَحَ لَكُمْ، فَيَأْتَمِرُونَ أَنْ يُقَاتِلُوهُ إِذَا أَصْبَحُوا، فَيُصْبِحُونَ وَمَعَهُمْ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ.."[6].
ثانيًا: الذهاب إلى مكان من الأماكن المحصَّنة ضد الدجال:
روى البخاري عن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «لَيْسَ مِنْ بَلَدٍ إِلَّا سَيَطَؤُهُ الدَّجَّالُ، إِلَّا مَكَّةَ، وَالمَدِينَةَ..»[7]، وعند أحمد وغيره: ".. وَلَا يَقْرَبُ أَرْبَعَةَ مَسَاجِدَ مَسْجِدَ الْحَرَامِ، وَمَسْجِدَ الْمَدِينَةِ، وَمَسْجِدَ الطُّورِ، وَمَسْجِدَ الْأَقْصَى"[8].
ثالثًا: ابتعد عن طريقه بأي صورة:
روى أبو داود عن عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ سَمِعَ بِالدَّجَّالِ فَلْيَنْأَ عَنْهُ، فَوَاللَّهِ إِنَّ الرَّجُلَ لَيَأْتِيهِ وَهُوَ يَحْسِبُ أَنَّهُ مُؤْمِنٌ فَيَتَّبِعُهُ، مِمَّا يَبْعَثُ بِهِ مِنَ الشُّبُهَاتِ»[9]، وروى مسلم عن أُمِّ شَرِيكٍ، أَنَّهَا سَمِعَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: «لَيَفِرَّنَّ النَّاسُ مِنَ الدَّجَّالِ فِي الْجِبَالِ»، قَالَتْ أُمُّ شَرِيكٍ: يَا رَسُولَ اللهِ فَأَيْنَ الْعَرَبُ يَوْمَئِذٍ؟ قَالَ: «هُمْ قَلِيلٌ»[10].
رابعًا: قراءة فواتح الكهف أمام الدجال:
روى مسلم عن النواس بن سمعان: "فَمَنْ أَدْرَكَهُ مِنْكُمْ، فَلْيَقْرَأْ عَلَيْهِ فَوَاتِحَ سُورَةِ الْكَهْفِ"[11].
خامسًا: قول استعاذة نبوية:
ورد عند أحمد: ".. وَإِنَّهُ سَيَقُولُ: أَنَا رَبُّكُمْ، فَمَنْ قَالَ: لَسْتَ رَبَّنَا، لَكِنَّ رَبَّنَا اللَّهُ، عَلَيْهِ تَوَكَّلْنَا، وَإِلَيْهِ أَنَبْنَا، نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شَرِّكَ، لَمْ يَكُنْ لَهُ عَلَيْهِ سُلْطَانٌ"[12][13].
[1] الترمذي: كتاب تفسير القرآن عن رسول الله صلى الله عليه و سلم، باب ومن سورة الانعام (3072)، وقال الألباني: صحيح.
[2] مسلم: كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب فضل سورة الكهف وآية الكرسي (809).
[3] كتاب فضائل القرآن عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: باب ما جاء في فضل سورة الكهف (2886)، وقال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح، وقال الشيخ الألباني: صحيح بلفظ من حفظ عشر آيات وهو بلفظ الكتاب شاذ.
[4] النسائي: كتاب عمل اليوم والليلة، ذكر اختلاف ألفاظ الناقلين لخبر ثوبان فيما يجير من الدجال (10788)
[5] البخاري: كتاب صفة الصلاة، باب الدعاء قبل السلام (798).
[6] الحاكم في المستدرك (8612).
[7] البخاري: أبواب فضائل المدينة، باب لا يدخل الدجال المدينة (1782).
[8] أحمد (23735)، وقال شعيب الأرناءوط: إسناده صحيح.
[9] أبو داود: كتاب الملاحم، باب خروج الدجال (4319)، وقال الألباني: صحيح.
[10] البخاري: كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب في بقية من أحاديث الدجال (2945).
[11] مسلم: كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب ذكر الدجال وصفته وما معه (2937).
[12] أحمد (23207)، شعيب الأرناءوط: إسناده صحيح رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابيه.
[13] لمشاهدة الحلقة على اليوتيوب اضغط هنا
التعليقات
إرسال تعليقك