الرسول
صلى الله عليه وسلم
في
مكة أطهر بقاع الأرض أضاء الكون لـميلاد
النبي خاتم النبيين، حيث
وُلد يتيمًا في عام الفيل، وماتت أمه في سنٍّ مبكرة؛ فربَّاه جدُّه عبد المطلب ثم
عمُّه أبو طالب، وكان يرعى الغنم ويعمل في التجارة خلال سنوات شبابه، حتى تزوج من
خديجة بنت خويلد
في سن الخامس والعشرين، وأنجب منها كلَّ أولاده باستثناء إبراهيم.
وفي سنِّ الأربعين نزل عليه الوحي بالرسالة، فدعا إلى عبادة الله وحده ونبذ الشرك،
وكانت دعوته سرِّيَّة لثلاث سنوات، تبعهنَّ عشرٌ أُخَر يُجاهر بها في كل مكان، ثم
كانت الهجرة إلى
المدينة المنوَّرة بعد شدة
بأسٍ من رجال قريش وتعذيبٍ للمسلمين، فأسَّس بها دولة الإسلام، وعاش بها عشر سنوات،
تخلَّلها كثيرٌ من مواجهات الكفار والمسلمين التي عُرِفَت بـالغزوات،
وكانت حياته نواة الحضارة
الإسلامية، التي توسعت في بقعةٍ جغرافيَّةٍ كبيرة على يد
الخلفاء الراشدين من بعده.
ملخص المقال
يوم القيامة يوم عصيب، وكان رسول الله ﷺ دائم التذكير به، والتقريب له، حتى قال: "بُعِثْتُ أَنَا وَالسَّاعَةُ كَهَاتَيْنِ». قَالَ: وَضَمَّ السَّبَّابَةَ
الرسول ﷺ يوم القيامة
يوم القيامة يوم عصيب، وكان رسول الله ﷺ دائم التذكير به، والتقريب له، حتى قال: «بُعِثْتُ أَنَا وَالسَّاعَةُ كَهَاتَيْنِ». قَالَ: وَضَمَّ السَّبَّابَةَ وَالْوُسْطَى[1]، وكان دومًا يوجِّه المسلمين إلى الاستعداد له، ولقد جاءه رجلٌ فسأله عن الساعة قائلًا: مَتَى السَّاعَةُ؟ قَالَ: «وَمَاذَا أَعْدَدْتَ لَهَا؟» قَالَ: لاَ شَيْءَ إِلاَّ أَنِّي أُحِبُّ اللهَ وَرَسُولَهُ ﷺ، فَقَالَ: «أَنْتَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ»[2].
وكان الرسول ﷺ مشغولًا تمامًا بأمَّته في ذلك اليوم، حتى إنَّه ادَّخرَ دعوته الخاصَّة جدًّا إلى يوم القيامة ليشفع لأمَّته بها! يقول رسول الله ﷺ: «لِكُلِّ نَبِيٍّ دَعْوَةٌ مُسْتَجَابَةٌ[3]، فَتَعَجَّلَ كُلُّ نَبِيٍّ دَعْوَتَهُ، وَإِنِّي اخْتَبَأْتُ دَعْوَتِي شَفَاعَةً لأُمَّتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَهِيَ نَائِلَةٌ -إِنْ شَاءَ اللهُ- مَنْ مَاتَ مِنْ أُمَّتِي لاَ يُشْرِكُ بِاللهِ شَيْئًا»[4].
وقد يعتقد بعضهم أنَّ هذه الشفاعة ستكون لأهل الطاعة والتقوى فقط، ولكن الأمر على خلاف ذلك؛ فشفاعته ﷺ ستكون كذلك لأهل المعاصي! بل لأهل الكبائر! يقول رسول الله ﷺ: «شَفَاعَتِي لأَهْلِ الْكَبَائِرِ مِنْ أُمَّتِي»[5]. وليست هذه -بالطبع- دعوةً لفعل الكبائر دون خشيةِ عقابٍ من الله عز وجل؛ فإنَّ العبدَ قد يُعذَّبُ في النار وقتًا لا يعلمه إلَّا الله، ثم يخرج بشفاعة الرسول ﷺ، فلا تعارض بين العقاب على الكبيرة وبين شفاعة الرسول ﷺ.
ولرسول الله ﷺ شأنٌ خاصٌّ فريدٌ يوم القيامة، وسوف نتناول هذا الشأن من خلال بعض النقاط المختصرة، أمَّا التفصيل فيحتاج إلى شروح أوسع تستوعب أحداث يوم القيامة بشكلٍ عام، وليس هذا موضوع الكتاب.
أوَّل من تنشقُّ عنه الأرض ويأخذ لواء الحمد وهو إمام النبيِّين:
وجه اختصاصه ﷺ بالأوَّليَّة أنَّه تحمَّل في مرضات ربِّه ما لم يتحمَّله بشرٌ سواه، وقام لله بالصبر والشكر حقَّ القيام؛ فثبت في مقام الصبر حتى لم يلحقه من الصابرين أحد، وترقَّى في درجات الشكر حتى علا فوق الشاكرين، فمِنْ ثَمَّ خُصَّ بذلك[6]، وهذا يوضح مكانته لكلِّ البشر؛ فهو الرسول الحاشر الذي لن يُحشَر الناس إلَّا بعد بعثه يوم القيامة، وذلك لعِظَم منزلته، وقد مرَّ بنا في فصل سابق ما رواه جبير بن مطعم رضي الله عنه أنَّ رسول الله ﷺ قال: «.. وَأَنَا الْحَاشِرُ الَّذِي يُحْشَرُ النَّاسُ عَلَى عَقِبِي..»[7]. أي أول من يُحْشَر ثم يُحْشَر الناس بعده.
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «أَنَا سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ، وَأَوَّلُ مَنْ تَنْشَقُّ عَنْهُ الْأَرْضُ، وَأَوَّلُ شَافِعٍ وَأَوَّلُ مُشَفَّعٍ»[8].
وقال المناوي: «أَنا أوَّل من تَنْشَقُّ عَنهُ الأَرْض». للبعث؛ أَي أوَّل من تُعَاد فِيهِ الرُّوح عِنْد النفخة الثَّانِيَة... فَلَا يتَقَدَّم أحدٌ عَلَيْهِ بعثًا؛ فَهُوَ مِنْ خَصَائِصِه[9].
وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: «أَنَا سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ يَوْمَ القِيَامَةِ وَلَا فَخْرَ، وَبِيَدِي لِوَاءُ الحَمْدِ وَلَا فَخْرَ، وَمَا مِنْ نَبِيٍّ يَوْمَئِذٍ آدَمَ فَمَنْ سِوَاهُ إِلَّا تَحْتَ لِوَائِي، وَأَنَا أَوَّلُ مَنْ تَنْشَقُّ عَنْهُ الأَرْضُ وَلَا فَخْرَ»[10].
وقال ابن الملك: «وبِيَدِي لِوَاءُ الحَمْدِ»: أي: رايته؛ يُريد به انفراده بالحمد وشهرته على رءوس الخلائق، والعرب تضع اللواء موضع الشهرة[11].
وقال التوربشتي تعليقًا على هذا الموقف كلامًا نفيسًا فكان منه: «يُنْصب يوم القيامة لكلِّ متبوعٍ لواء يُعرَف به؛ قدوةُ حقٍّ كان، أو أسوةٌ في باطل، ولا مقام من مقامات عباد الله الصالحين أرفع وأعلى من مقام الحمد، ودونه تنتهي سائر المقامات، ولما كان نبيُّنا سيِّدَ المرسلين صلوات الله عليه أحمدَ الخلائق في الدنيا والآخرة؛ أُعْطِي لواء الحمد، ليأوي إلى لوائه الأولون والآخرون، وإليه الإشارة بقوله ﷺ: «آدَمُ وَمَنْ دُونَهُ تَحْتَ لِوَائِي»، ولهذا المعنى استُفتح كتابه (القرآن) بالحمد، وشُقَّ اسمه من الحمد، فقيل محمَّد وأحمد، وأقيم يوم القيامة المقام المحمود، ويُفْتَح عليه في ذلك اليوم وفي ذلك المقام من المحامد ما لم يُفْتَح على أحدٍ قبله، ولا يُفْتَح على أحدٍ بعده، وأمدَّ أمَّته -ببركته- من الفضل الذي آتاه، فنعت أمته في الكتب المنزَّلة قبله بهذا النعت، فقال: «أمته الحمَّادون يحمدون الله في السرَّاء والضرَّاء»[12].
وعن أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ، قَالَ: «إِذَا كَانَ يَوْمُ القِيَامَةِ كُنْتُ إِمَامَ النَّبِيِّينَ وَخَطِيبَهُمْ وَصَاحِبَ شَفَاعَتِهِمْ، غَيْرُ فَخْرٍ»[13].
وقال الطيبي: (خَطِيبَهُمْ)؛ أي أنا المتكلِّم من بين الناس حين سكتوا عن الاعتذار، فأعتذر لهم عند ربِّهم، فأطلق لساني بالثناء على الله تعالى بما هو أهله ولم يُؤذَن لأحدٍ في التكلم[14].
وقد ذكرنا في فصلٍ سابقٍ أنَّ رسول الله ﷺ لا يتحدَّث عن نفسه فخرًا ولا تكبُّرًا[15] -حاشاه- ولكن ليُعْلِم الناس بحقيقة الأمر الذي ينبغي أن يعتقدوه، وأضيف هنا كلامًا مهمًّا قاله القرطبي في الصدد نفسه. قال القرطبي رحمه الله: «وهذه الخصائص والفضائل التي حدَّث بها النبيُّ ﷺ عن نفسه، إنَّما كان ذلك منه لأنَّها من جملة ما أُمِر بتبليغه، لما يترتَّب عليها من وجوب اعتقاد ذلك، وأنَّه حقٌّ في نفسه، وليُرَغِّب في الدخول في دينه، وليتمسَّك به مَنْ دخل فيه، وليعلم قدر نعمة الله عليه في أن جعله من أمَّة مَنْ هذا حاله، ولتعظم محبَّته في قلوب مُتَّبعيه، فتكثر أعمالهم، وتطيب أحوالهم، فيُحشرون في زمرته، وينالون الحظَّ الأكبر من كرامته. وعلى الجملة فيحصل بذلك شرف الدنيا، وشرف الآخرة؛ لأنَّ شرف المتبوع متعدٍّ لشرف التابع على كلِّ حال»[16].
وعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ ب أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قَالَ: «أَنَا قَائِدُ الْمُرْسَلِينَ وَلَا فَخْرَ، وَأَنَا خَاتَمُ النَّبِيِّينَ وَلَا فَخْرَ، وَأَنَا أَوَّلُ شَافِعٍ وَأَوَّلُ مُشَفَّعٍ وَلَا فَخْرَ»[17].
(قَائِدُ الْمُرْسَلِينَ)؛ أَيْ: مُقَدَّمُهُمْ فِي الْآخِرَةِ (وَأَنَا خَاتَمُ النَّبِيِّينَ)؛ أَيْ: فِي الدُّنْيَا، وَعَدَلَ عَنِ الْمُرْسَلِينَ إِلَى النَّبِيِّينَ لِأَنَّهُمْ أَعَمُّ، فَتَكُونُ نِسْبَةُ الْخَاتَمِيَّةِ أُتَمُّ[18].
موقف الشفاعة:
هذا من أروع مواقف النبيِّ ﷺ يوم القيامة، فهذا هو موقف الشفاعة لعموم الخلائق كي يُحاسَبُوا، والموقف في الحقيقة عصيبٌ للغاية، وقد شرحه الرسول بتفصيلاتٍ دقيقة، وهذ الوصف جزءٌ لا يتجزَّأ من عقيدة المسلم، ويشمل إيمانًا بالله، والرسل، والملائكة، واليوم الآخر، ولهذا يجب على المسلمين الاستفاضة في فهمه وتدبُّره.
شُرِحَ هذا الموقف في أحاديث كثيرة طويلة، وسنكتفي في هذا الفصل بذكر واحدٍ منها.
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ أُتِيَ بِلَحْمٍ فَرُفِعَ إِلَيْهِ الذِّرَاعُ، وَكَانَتْ تُعْجِبُهُ فَنَهَشَ مِنْهَا نَهْشَةً، ثُمَّ قَالَ: «أَنَا سَيِّدُ النَّاسِ يَوْمَ القِيَامَةِ، وَهَلْ تَدْرُونَ مِمَّ ذَلِكَ؟ يَجْمَعُ اللهُ النَّاسَ الأَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ، يُسْمِعُهُمُ الدَّاعِي[19]، وَيَنْفُذُهُمُ الْبَصَرُ[20]، وَتَدْنُو الشَّمْسُ، فَيَبْلُغُ النَّاسَ مِنَ الْغَمِّ وَالْكَرْبِ مَا لاَ يُطِيقُونَ وَلاَ يَحْتَمِلُونَ، فَيَقُولُ النَّاسُ: أَلاَ تَرَوْنَ مَا قَدْ بَلَغَكُمْ، أَلاَ تَنْظُرُونَ مَنْ يَشْفَعُ لَكُمْ إِلَى رَبِّكُمْ، فَيَقُولُ بَعْضُ النَّاسِ لِبَعْضٍ: عَلَيْكُمْ بِآدَمَ، فَيَأْتُونَ آدَمَ عليه السلام فَيَقُولُونَ لَهُ: أَنْتَ أَبُو الْبَشَرِ، خَلَقَكَ اللهُ بِيَدِهِ، وَنَفَخَ فِيكَ مِنْ رُوحِهِ، وَأَمَرَ المَلاَئِكَةَ فَسَجَدُوا لَكَ، اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ، أَلاَ تَرَى إِلَى مَا نَحْنُ فِيهِ، أَلاَ تَرَى إِلَى مَا قَدْ بَلَغَنَا، فَيَقُولُ آدَمُ: إِنَّ رَبِّي قَدْ غَضِبَ الْيَوْمَ غَضَبًا لَمْ يَغْضَبْ قَبْلَهُ مِثْلَهُ، وَلَنْ يَغْضَبَ بَعْدَهُ مِثْلَهُ، وَإِنَّهُ قَدْ نَهَانِي عَنِ الشَّجَرَةِ فَعَصَيْتُهُ، نَفْسِي نَفْسِي نَفْسِي، اذْهَبُوا إِلَى غَيْرِي، اذْهَبُوا إِلَى نُوحٍ، فَيَأْتُونَ نُوحًا؛ فَيَقُولُونَ: يَا نُوحُ إِنَّكَ أَنْتَ أَوَّلُ الرُّسُلِ إِلَى أَهْلِ الأَرْضِ، وَقَدْ سَمَّاكَ اللهُ عَبْدًا شَكُورًا، اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ، أَلاَ تَرَى إِلَى مَا نَحْنُ فِيهِ، فَيَقُولُ: إِنَّ رَبِّي عز وجل قَدْ غَضِبَ الْيَوْمَ غَضَبًا لَمْ يَغْضَبْ قَبْلَهُ مِثْلَهُ، وَلَنْ يَغْضَبَ بَعْدَهُ مِثْلَهُ، وَإِنَّهُ قَدْ كَانَتْ لِي دَعْوَةٌ دَعَوْتُهَا عَلَى قَوْمِي، نَفْسِي نَفْسِي نَفْسِي، اذْهَبُوا إِلَى غَيْرِي، اذْهَبُوا إِلَى إِبْرَاهِيمَ، فَيَأْتُونَ إِبْرَاهِيمَ، فَيَقُولُونَ: يَا إِبْرَاهِيمُ أَنْتَ نَبِيُّ اللهِ وَخَلِيلُهُ مِنْ أَهْلِ الأَرْضِ، اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ، أَلاَ تَرَى إِلَى مَا نَحْنُ فِيهِ، فَيَقُولُ لَهُمْ: إِنَّ رَبِّي قَدْ غَضِبَ الْيَوْمَ غَضَبًا لَمْ يَغْضَبْ قَبْلَهُ مِثْلَهُ، وَلَنْ يَغْضَبَ بَعْدَهُ مِثْلَهُ، وَإِنِّي قَدْ كُنْتُ كَذَبْتُ ثَلاَثَ كَذِبَاتٍ -فَذَكَرَهُنَّ أَبُو حَيَّانَ فِي الحَدِيثِ- نَفْسِي نَفْسِي نَفْسِي، اذْهَبُوا إِلَى غَيْرِي، اذْهَبُوا إِلَى مُوسَى، فَيَأْتُونَ مُوسَى، فَيَقُولُونَ: يَا مُوسَى أَنْتَ رَسُولُ اللهِ، فَضَّلَكَ اللهُ بِرِسَالَتِهِ وَبِكَلاَمِهِ عَلَى النَّاسِ، اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ، أَلاَ تَرَى إِلَى مَا نَحْنُ فِيهِ، فَيَقُولُ: إِنَّ رَبِّي قَدْ غَضِبَ الْيَوْمَ غَضَبًا لَمْ يَغْضَبْ قَبْلَهُ مِثْلَهُ، وَلَنْ يَغْضَبَ بَعْدَهُ مِثْلَهُ، وَإِنِّي قَدْ قَتَلْتُ نَفْسًا لَمْ أُومَرْ بِقَتْلِهَا، نَفْسِي نَفْسِي نَفْسِي، اذْهَبُوا إِلَى غَيْرِي، اذْهَبُوا إِلَى عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ، فَيَأْتُونَ عِيسَى، فَيَقُولُونَ: يَا عِيسَى أَنْتَ رَسُولُ اللهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ، وَكَلَّمْتَ النَّاسَ فِي المَهْدِ صَبِيًّا، اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ، أَلاَ تَرَى إِلَى مَا نَحْنُ فِيهِ، فَيَقُولُ عِيسَى: إِنَّ رَبِّي قَدْ غَضِبَ الْيَوْمَ غَضَبًا لَمْ يَغْضَبْ قَبْلَهُ مِثْلَهُ قَطُّ، وَلَنْ يَغْضَبَ بَعْدَهُ مِثْلَهُ، وَلَمْ يَذْكُرْ ذَنْبًا، نَفْسِي نَفْسِي نَفْسِي، اذْهَبُوا إِلَى غَيْرِي، اذْهَبُوا إِلَى مُحَمَّدٍ، فَيَأْتُونَ مُحَمَّدًا، فَيَقُولُونَ: يَا مُحَمَّدُ أَنْتَ رَسُولُ اللهِ وَخَاتِمُ الأَنْبِيَاءِ، وَقَدْ غَفَرَ اللهُ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ، اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ، أَلاَ تَرَى إِلَى مَا نَحْنُ فِيهِ، فَأَنْطَلِقُ فَآتِي تَحْتَ الْعَرْشِ، فَأَقَعُ سَاجِدًا لِرَبِّي عز وجل، ثُمَّ يَفْتَحُ اللهُ عَلَيَّ مِنْ مَحَامِدِهِ وَحُسْنِ الثَّنَاءِ عَلَيْهِ شَيْئًا لَمْ يَفْتَحْهُ عَلَى أَحَدٍ قَبْلِي، ثُمَّ يُقَالُ: يَا مُحَمَّدُ ارْفَعْ رَأْسَكَ، سَلْ تُعْطَهْ، وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ، فَأَرْفَعُ رَأْسِي فَأَقُولُ: أُمَّتِي يَا رَبِّ، أُمَّتِي يَا رَبِّ، أُمَّتِي يَا رَبِّ، فَيُقَالُ: يَا مُحَمَّدُ أَدْخِلْ مِنْ أُمَّتِكَ مَنْ لاَ حِسَابَ عَلَيْهِمْ مِنَ الْبَابِ الأَيْمَنِ مِنْ أَبْوَابِ الجَنَّةِ، وَهُمْ شُرَكَاءُ النَّاسِ فِيمَا سِوَى ذَلِكَ مِنَ الأَبْوَابِ، ثُمَّ قَالَ: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّ مَا بَيْنَ المِصْرَاعَيْنِ مِنْ مَصَارِيعِ الجَنَّةِ كَمَا بَيْنَ مَكَّةَ وَحِمْيَرَ[21]، أَوْ كَمَا بَيْنَ مَكَّةَ وَبُصْرَى[22]»[23].
هذه هي مكانةٌ النبيِّ ﷺ!
وعندما أَذِن الله في الطلب لم يقل: نفسي نفسي. إنَّما قال: «يَا رَبِّ أُمَّتِي». وكرَّرها ثلاثًا لإبراز مدى حرصه عليها!
وبعدها، ونتيجة شفاعة الرسول ﷺ، بدأ الحساب؛ لأمَّة محمدٍ ﷺ، وللناس جميعًا!
صاحب الحوض:
من أجلِّ خصائص رسول الله ﷺ يوم القيامة أن أعطاه الله عز وجل حوضًا عظيمًا، يشرب منه ويسقي المؤمنين به، والذين لم يُبَدِّلوا سُنَّته، ولم ينحرفوا على نهجه، وقد وردت في صفة مَنْ يشرب من هذا الحوض عدَّة روايات؛ منها ما يلي:
عَنْ عَبْدِ اللهِ بن مسعود رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ: «أَنَا فَرَطُكُمْ[24] عَلَى الحَوْضِ»[25].
وعَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «إِنِّي فَرَطُكُمْ عَلَى الحَوْضِ، مَنْ مَرَّ عَلَيَّ شَرِبَ، وَمَنْ شَرِبَ لَمْ يَظْمَأْ أَبَدًا، لَيَرِدَنَّ عَلَيَّ أَقْوَامٌ أَعْرِفُهُمْ وَيَعْرِفُونِي، ثُمَّ يُحَالُ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ»[26].
وهؤلاء الذين يُحال بين الرسول ﷺ وبينهم هم الذين بدَّلوا سنَّته من بعده، وقد وضَّحت أمرهم رواية أسماء بنت أبي بكر ل، قالت: قال رسول الله ﷺ: «إِنِّي عَلَى الْحَوْضِ حَتَّى أَنْظُرَ مَنْ يَرِدُ عَلَيَّ مِنْكُمْ، وَسَيُؤْخَذُ أُنَاسٌ دُونِي، فَأَقُولُ: يَا رَبِّ مِنِّي وَمِنْ أُمَّتِي. فَيُقَالُ: أَمَا شَعَرْتَ مَا عَمِلُوا بَعْدَكَ؟ وَاللهِ مَا بَرِحُوا بَعْدَكَ يَرْجِعُونَ عَلَى أَعْقَابِهِمْ»[27].
أمَّا صفة الحوض فقد جاءت في رواياتٍ كثيرةٍ منها:
عن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ رسول الله ﷺ قال: «إِنَّ حَوْضِي أَبْعَدُ مِنْ أَيْلَةَ[28] مِنْ عَدَنٍ، لَهُوَ أَشَدُّ بَيَاضًا مِنَ الثَّلْجِ، وَأَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ بِاللَّبَنِ، وَلآنِيَتُهُ أَكْثَرُ مِنْ عَدَدِ النُّجُومِ، وَإِنِّي لأَصُدُّ النَّاسَ عَنْهُ، كَمَا يَصُدُّ الرَّجُلُ إِبِلَ النَّاسِ عَنْ حَوْضِهِ[29]». قالوا: يا رسول الله أتعرُفنا يومئذٍ؟ قال: «نَعَمْ لَكُمْ سِيمَا[30] لَيْسَتْ لأَحَدٍ مِنَ الأُمَمِ؛ تَرِدُونَ عَلَيَّ غُرًّا[31]، مُحَجَّلِينَ[32] مِنْ أَثَرِ الْوُضُوءِ»[33].
وعن أبي ذر رضي الله عنه، قال: قلتُ: يا رسول الله، ما آنِيَةُ الحَوْضِ؟ قال: «وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَآنِيَتُهُ أَكْثَرُ مِنْ عَدَدِ نُجُومِ السَّمَاءِ وَكَوَاكِبِهَا، أَلَا فِي اللَّيْلَةِ الْمُظْلِمَةِ الْمُصْحِيَةِ[34]، آنِيَةُ الجَنَّةِ، مَنْ شَرِبَ مِنْهَا لَمْ يَظْمَأْ آخِرَ مَا عَلَيْهِ[35]، يَشْخَبُ[36] فِيهِ مِيزَابَانِ[37] مِنَ الجَنَّةِ، مَنْ شَرِبَ مِنْهُ لَمْ يَظْمَأْ، عَرْضُهُ مِثْلُ طُولِهِ، مَا بَيْنَ عَمَّانَ إِلَى أَيْلَةَ، مَاؤُهُ أَشَدُّ بَيَاضًا مِنَ اللَّبَنِ، وَأَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ»[38].
وروى عبد الله بن عمرو بن العاص ب أنَّ رسول الله ﷺ قال: «حَوْضِي مَسِيرَةُ شَهْرٍ، وَزَوَايَاهُ سَوَاءٌ، وَمَاؤُهُ أَبْيَضُ مِنَ الْوَرِقِ[39]، وَرِيحُهُ أَطْيَبُ مِنَ الْمِسْكِ، وَكِيزَانُهُ[40] كَنُجُومِ السَّمَاءِ، فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَا يَظْمَأُ بَعْدَهُ أَبَدًا»[41].
فهذه مجموعةٌ من الأحاديث التي تصف حوض رسول الله ﷺ، وهي توضِّح مكانة النبيِّ يوم القيامة بين البشر جميعًا.
صاحب المقام المحمود:
قال تعالى مخاطبًا نبيَّه ﷺ في القرآن الكريم: ﴿وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا﴾ [الإسراء: 79]، و«عسى» إذا جاءت في حقِّ الله تعالى فهي للتحقيق؛ أي أن هذا المقام المحمود متحقِّق لرسول الله. وقد اختلف العلماء في تحديد هذا المقام المحمود على عدة أقوال.
قال الماوردي في تفسيره: فيه ثلاثة أقاويل: أحدها: أن المقام المحمود الشفاعة للناس يوم القيامة، قاله حذيفة بن اليمان. الثاني: أنه إجلاسه على عرشه يوم القيامة، قاله مجاهد. الثالث: أنه إعطاؤه لواء الحمد يوم القيامة. ويحتمل قولًا رابعًا: أن يكون المقام المحمود شهادته على أمَّته بما أجابوه من تصديقٍ أو تكذيب، كما قال تعالى: ﴿وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا﴾ [النساء: 41][42].
ويدعم أنَّ المقام المحمود هو الشفاعة ما قَالَه ابْنُ عُمَرَ ب: «إِنَّ النَّاسَ يَصِيرُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ جُثًا كُلُّ أُمَّةٍ تَتْبَعُ نَبِيَّهَا يَقُولُونَ: يَا فُلَانُ اشْفَعْ يَا فُلَانُ اشْفَعْ. حَتَّى تَنْتَهِيَ الشَّفَاعَةُ إِلَى النَّبِيِّ ﷺ، فَذَلِكَ يَوْمَ يَبْعَثُهُ اللهُ الْمَقَامَ الْمَحْمُودَ»[43].
وقال الطبري: «قَالَ أَكْثَرُ أَهْلِ التَّأْوِيلِ: ذَلِكَ هُوَ الْمَقَامُ الَّذِي يَقُومُهُ ﷺ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لِلشَّفَاعَةِ لِلنَّاسِ، لِيُرِيحَهُمْ رَبُّهُمْ مِنْ عَظِيمِ مَا هُمْ فِيهِ مِنْ شِدَّةِ ذَلِكَ الْيَوْمِ»[44].
وقال ابن حجر بعد أن ذكر الأقوال السابقة وغيرها: «وَيُمْكِنُ رَدُّ الْأَقْوَالِ كُلِّهَا إِلَى الشَّفَاعَةِ الْعَامَّةِ فَإِنَّ إِعْطَاءَهُ لِوَاءَ الْحَمْدِ وَثَنَاءَهُ عَلَى رَبِّهِ وَكَلَامِهِ بَيْنَ يَدَيْهِ وَجُلُوسِهِ عَلَى كُرْسِيِّهِ وَقِيَامِهِ أَقْرَبَ مِنْ جِبْرِيلَ كُلُّ ذَلِكَ صِفَاتٌ لِلْمَقَامِ الْمَحْمُودِ الَّذِي يَشْفَعُ فِيهِ لِيُقْضَى بَيْنَ الْخَلْقِ وَأَمَّا شَفَاعَتُهُ فِي إِخْرَاجِ الْمُذْنِبِينَ مِنَ النَّارِ فَمِنْ تَوَابِعِ ذَلِكَ»[45].[46].
[1] البخاري: كتاب الرِّقاق، باب قول النبي ﷺ بعثت أنا والساعة كهاتين (6138)، ومسلم: كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب قُرْب الساعة (2951) واللفظ له.
[2] البخاري: كتاب فضائل الصحابة، باب مناقب عمر بن الخطاب (3485)، ومسلم: كتاب البر والصلة والآداب، باب المرء مع مَنْ أَحَبَّ (2639).
[3] ظاهر الحديث أنَّها دعوةٌ واحدةٌ مستجابة، وهذا خلاف ما نعرفه عن دعوات الأنبياء فغالبها مستجاب، ولذلك أوَّلَ العلماء هذه الكلمة على معانٍ كثيرة؛ كأن تكون هذه أهم الدعوات، أو تكون الدعوة على الأمَّة عامَّة بالإهلاك أو النجاة، أو الدعوة المجابة على سبيل القطع لا الرجاء، وغير ذلك، انظر: ابن حجر: فتح الباري 11/96.
[4] البخاري: كتاب الدعوات، باب لكلِّ نبيٍّ دعوةٌ مستجابة (5945)، ومسلم: كتاب الإيمان، باب اختباء النبيِّ ﷺ دعوة الشفاعة لأمَّته (199) واللفظ له.
[5] الترمذي: كتاب صفة القيامة والرقائق والورع (2435) وقال: حسن صحيح. وأبو داود (4739)، وأحمد (13245)، وابن حبان (6467)، والحاكم (228) وقال: صحيح على شرط مسلم. وقال الألباني في صحيح الجامع: صحيح. (3714).
[6] المناوي: فيض القدير 3/ 43.
[7] البخاري: كتاب المناقب، باب ما جاء في أسماء رسول الله ﷺ، (3339)، ومسلم: كتاب الفضائل، باب في أسمائه ﷺ، (2354)، واللفظ له.
[8] أبو داود: كتاب السنة، باب في التخيير بين الأبياء عليهم الصلاة والسلام (4673)، وأحمد (10985)، وقال الأرناءوط: صحيح وهذا إسناد حسن.
[9] المناوي: التيسير بشرح الجامع الصغير 1/ 375.
[10] الترمذي: كتاب المناقب، باب في فضل النبي ﷺ (3615)، وقال: هذا حديث حسن صحيح. وابن ماجه (4308)، وصححه الألباني، انظر: السلسلة الصحيحة (1571).
[11] ابن الملك: شرح المصابيح 6/ 199.
[12] التوربشتي: الميسر في شرح مصابيح السنة 4/ 1248.
[13] الترمذي: كتاب المناقب، باب في فضل النبي ﷺ (3613)، وقال: حديث حسن. وابن ماجه (4314)، وأحمد (21283)، وقال شعيب الأرناءوط: صحيح لغيره وهذا إسناد حسن في المتابعات والشواهد.
[14] الطيبي: شرح المشكاة (الكاشف عن حقائق السنن) 11/ 3649.
[15] انظر ص PAGEREF _Ref59870619 \h 90.
[16] القرطبي: المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم 6/ 49.
[17] الدارمي: المقدمة، باب ما أعطي النبي ﷺ من الفضل (49)، قال حسين سليم أسد: إسناده جيد. وقال الذهبي: هَذَا حَدِيْثٌ صَالِحُ الإِسْنَادِ. وَصَالِحٌ هَذَا: مِصْرِيٌّ، مَا عَلِمْتُ بِهِ بَأْساً. سير أعلام النبلاء 10/ 223. وقال المناوي: رجاله وثقهم الجمهور. فيض القدير 3/ 43.
[18] الملا علي القاري: مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح 9/ 3689.
[19] يسمعهم الداعي معناه: أنهم مجتمعون مهتمُّون بما هم فيه لا يخفى منهم أحد، بحيث إن دعاهم داعٍ سمعوه، وإن نظر إليهم ناظر أدركهم. ويحتمل أن يكون الداعي هو الذي يدعوهم إلى العرض والحساب أو أمر آخر، كقوله تعالى: ﴿يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ إِلَى شَيْءٍ نُكُرٍ﴾ [القمر: 6]. القرطبي: المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم 1/427.
[20] يَنْفُذُهُمُ الْبَصَرُ: أي يحيط بهم لا يخفى عليه منهم شيء لاستواء الأرض وعدم الحجاب.
[21] حِمْيَر في اليمن.
[22] بُصْرَى مدينة في الأردن الآن.
[23] البخاري: كتاب التفسير، سورة بني إسرائيل (4435)، ومسلم: كتاب الإيمان، باب أدنى أهل الجنة منزلة فيها (194).
[24] فرطكم: الفرط هو الذي يتقدم الواردين ليصلح لهم الحياض والدلاء ونحوها من أمور الاستقاء.
[25] البخاري: كتاب الرقاق، باب في الحوض (6205)، ومسلم: كتاب الفضائل، باب إثبات حوض نبينا ﷺ وصفاته (2289).
[26] البخاري: كتاب الرقاق، باب في الحوض (6212)، ومسلم: كتاب الفضائل، باب إثبات حوض نبينا ﷺ وصفاته (2290).
[27] البخاري: كتاب الرقاق، باب في الحوض، (6220)، ومسلم: كتاب الفضائل، باب إثبات حوض نبينا ﷺ وصفاته، (2293).
[28] بلدة على ساحل البحر الأحمر ناحية الشام، وهي الآن مكان العقبة بالأردن، وإيلات بفلسطين.
[29] أي يصدُّ الكفار، أو الأمم الأخرى.
[30] سيما أي علامة.
[31] الغُرَّة: بياضٌ في جبهة الفرس.
[32] التحجيل: بياض في يدي الفرس ورجليه.
[33] مسلم: كتاب الطهارة، باب استحباب إطالة الغرة والتحجيل في الوضوء، (247).
[34] الليلة المصحية؛ أي: الصافية ليس فيها سحب، وقال النووي: وَخَصَّ اللَّيْلَةَ الْمُظْلِمَةَ المُصْحِيَةَ لأنَّ النُّجُومَ تُرَى فِيهَا أَكْثَر، وَالمرَادُ بِالْمُظْلِمَةِ الَّتِي لَا قَمَرَ فِيهَا مَعَ أَنَّ النُّجُومَ طَالِعَةٌ فَإِنَّ وُجُودَ الْقَمَرِ يَسْتُرُ كَثِيرًا من النجوم. النووي: المنهاج 15/ 60.
[35] آخر ما عليه: يعني آخر ما عليه من الظمأ أي فلا يعاوده ظمأ.
[36] الشخب: هو ما اندفع من اللبن، وهو على معنى السكب، ويعني أن مدده غير منقطع لأنه من الجنة.
[37] ميزابان: مثنى ميزاب، وهو ما ينصب منه ماء المطر من السطح لئلا يضره كميزاب الكعبة.
[38] مسلم: كتاب الفضائل، باب إثبات حوض نبينا ﷺ وصفاته (2300)، والترمذي (2445)، وأحمد (21365).
[39] الوَرِق: الفضة، أي ماؤه أشد بياضًا من الفضة، والمقصود بيان شدة بياضه.
[40] الكيزان: جمع الكوز، وهو إناء من فخّار أو غيره له أذن يشرب فيه أو يُصَبُّ منه الماء.
[41] البخاري: كتاب الرقاق، باب في الحوض، (6208)، ومسلم: كتاب الفضائل، باب إثبات حوض نبيِّنا ﷺ وصفاته، (2292)، واللفظ له.
[42] الماوردي: النكت والعيون 3/264-266.
[43] البخاري: كتاب التفسير، باب سورة بني إسرائيل، (4441)، والنسائي (11295).
[44] الطبري: جامع البيان في تأويل القرآن 17/ 526.
[45] ابن حجر: فتح الباري 11/ 427.
[46] انظر: د. راغب السرجاني: من هو محمد، دار التقوى للطباعة والنشر، القاهرة، الطبعة الأولى، 1442= 2021م، ص131- 139.
التعليقات
إرسال تعليقك