الحضارة
سبق وريادة وتجديد
اهتمت الدولة الإسلامية في عهد الخلافة الراشدة والأموية والعباسية بالعلوم والمدنية كما اهتمت بالنواحي الدينية فكانت الحضارة الإسلامية حضارة تمزج بين العقل والروح، فامتازت عن كثير من الحضارات السابقة. فالإسلام دينٌ عالمي يحض على طلب العلم وعمارة الأرض لتنهض أممه وشعوبه، وتنوعت مجالات الفنون والعلوم والعمارة طالما لا تخرج عن نطاق القواعد الإسلامية؛ لأن الحرية الفكرية كانت مقبولة تحت ظلال الإسلام، وامتدت هذه الحضارة القائمة بعدما أصبح لها مصارفها وروافدها لتشع على بلاد الغرب وطرقت أبوابه، وهذه البوابة تبرز إسهامات المسلمين في مجالات الحياة الإنسانية والاجتماعية والبيئية، خلال تاريخهم الطويل، وعصورهم المتلاحقة.
ملخص المقال
نترك تاريخنا ونتحرج من الحديث عنه خاصة عند الفتن والخلافات.. فلماذا؟! .. أنتركه لغيرنا ممن هم يشككون فيه ليل نهار أن يكتبوه بفهمهم وطريقتهم؟! أم نتركه
رأى كثيرٌ من علمائنا الأقدمين السكوت عمَّا جرى بين الصحابة رضي الله عنهم، وما وقع في تلك الأجيال من فتن، وكان القصد من هذا واضحًا؛ فالأمة كانت على بصيرة، ولا يُخشى على شبابها من تشكيكات المشكِّكين أو شبهات الزائغين..
بالإضافة إلى أنَّ الأمة كانت أمَّة جهادٍ وعمل، فوصلت طلائعها إلى قلب أوروبا غربًا، وإلى تخوم الصين شرقًا، ولم تكن تلتفت إلى أولئك القابعين في الجحور المظلمة الذي يعيشون أحقادهم وأمراضهم.
لكن ربَّما فات على أمَّتنا أنَّها إن لم تكتب هذه المحطَّات من تاريخها بأقلامها، فسيكتبها غيرها، وهذا الذي حصل بالفعل، فصارت مناسباتنا التاريخيَّة بحلوها ومرِّها مواسم لإثارة الفتن والشغب والتشكيك حتى بالقرآن نفسه، ولم يعد هذا الجيل متحصِّنًا بالورع كأسلافه، ولا منشغلًا بالفتوحات والعمل المثمر كما كانوا منشغلين.
إنَّ وجود روايةٍ واحدةٍ لهذه الأحداث ومن طرفٍ واحدٍ ولَّد حالةً من الفراغ لدى كثيرٍ من شبابنا، وصاروا يتلقون أسئلةً لا يُحسنون الجواب عنها، مع أنَّ الموضوع لا يحتاج إلى عناءٍ كبير؛ فالأصول المنهجية الواضحة معنا وليست مع الآخرين..
لكنَّنا نحتاج إلى أن نخرج من طوق الصمت الذي فرضناه على أنفسنا، خاصَّةً مع حالة الفراغ المعرفي الذي يُعاني منه كثيرٌ من شبابنا مع وجود أبواقٍ تضخُّ ليل نهار بشبهاتها وتشكيكاتها.
إنَّها مسئوليَّة العلماء أولًا، ثم مسئوليَّتكم أنتم أيها الشباب في التعلم والتثقُّف..
إنَّنا لا نحتاج إلى أن نُقابل اللعن باللعن ولا الطعن بالطعن؛ إنَّنا لا نحتاج إلَّا إلى العلم، إلى أن نقرأ بعمقٍ ووعي، ونتجاوز حالة السطحيَّة والغوغائيَّة في القراءة والنشر وإعادة النشر
التعليقات
إرسال تعليقك