يعقوب المنصور المريني..جهاد دائم، مقال د. راغب السرجاني، يتناول جهاد يعقوب بن عبد الحق أو يعقوب المريني في الأندلس ونصرته لابن الأحمر بغرناطة ومعركة الدنونية
الرسول
صلى الله عليه وسلم
في
مكة أطهر بقاع الأرض أضاء الكون لـميلاد
النبي خاتم النبيين، حيث
وُلد يتيمًا في عام الفيل، وماتت أمه في سنٍّ مبكرة؛ فربَّاه جدُّه عبد المطلب ثم
عمُّه أبو طالب، وكان يرعى الغنم ويعمل في التجارة خلال سنوات شبابه، حتى تزوج من
خديجة بنت خويلد
في سن الخامس والعشرين، وأنجب منها كلَّ أولاده باستثناء إبراهيم.
وفي سنِّ الأربعين نزل عليه الوحي بالرسالة، فدعا إلى عبادة الله وحده ونبذ الشرك،
وكانت دعوته سرِّيَّة لثلاث سنوات، تبعهنَّ عشرٌ أُخَر يُجاهر بها في كل مكان، ثم
كانت الهجرة إلى
المدينة المنوَّرة بعد شدة
بأسٍ من رجال قريش وتعذيبٍ للمسلمين، فأسَّس بها دولة الإسلام، وعاش بها عشر سنوات،
تخلَّلها كثيرٌ من مواجهات الكفار والمسلمين التي عُرِفَت بـالغزوات،
وكانت حياته نواة الحضارة
الإسلامية، التي توسعت في بقعةٍ جغرافيَّةٍ كبيرة على يد
الخلفاء الراشدين من بعده.
ملخص المقال
تتكاثر الذنوب ولو كانت صغيرة على العبد! لذلك لزم أن يستغفر الله كثيرًا؛ وجاء بعض أعداد الاستغفار عن رسول الله، ولكنه عظّم أجر كثرة الاستغفار
تتكاثر الذنوب -ولو كانت صغيرة- على العبد حتى تهلكه! فقد روى أحمد -بإسناد صحيح- عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِيَّاكُمْ وَمُحَقَّرَاتِ الذُّنُوبِ؛ فَإِنَّمَا مَثَلُ مُحَقَّرَاتِ الذُّنُوبِ كَقَوْمٍ نَزَلُوا فِي بَطْنِ وَادٍ، فَجَاءَ ذَا بِعُودٍ، وَجَاءَ ذَا بِعُودٍ حَتَّى أَنْضَجُوا خُبْزَتَهُمْ، وَإِنَّ مُحَقَّرَاتِ الذُّنُوبِ مَتَى يُؤْخَذْ بِهَا صَاحِبُهَا تُهْلِكْهُ".
وحيث إن العبد لا يستطيع أن يمتنع من الذنوب تمامًا لضعفه وغلبة نفسه الأمارة بالسوء عليه كان العلاج في الاستغفار والتوبة؛ ولأن الذنوب كثيرة لزم أن يكون الاستغفار كثيرًا أيضًا، وقد جاء في السُّنَّة بعض الأعداد التي ذكرها رسول الله صلى الله عليه وسلم لمرات الاستغفار في اليوم، كسبعين أو مائة؛ ومع ذلك فقد جاءت السُّنَّة كذلك بفتح المجال للمسلم بالاستغفار الكثير الذي يخرج عن الإحصاء والعدد، وذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم لذلك ثوابًا جزيلاً في الدنيا والآخرة؛ أما في الدنيا فتفريج الكروب والهموم وسعة الرزق، وأما في الآخرة فالبشرى من الله عز وجل؛ فقد روى أبو داود -وقال المنذري وابن حجر: حسن- عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ لَزِمَ الاِسْتِغْفَارَ جَعَلَ اللَّهُ لَهُ مِنْ كُلِّ ضِيقٍ مَخْرَجًا، وَمِنْ كُلِّ هَمٍّ فَرَجًا، وَرَزَقَهُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَحْتَسِبُ".
وروى ابن ماجه -وقال الألباني: صحيح- عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُسْرٍ رضي الله عنه أنه قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "طُوبَى لِمَنْ وَجَدَ فِي صَحِيفَتِهِ اسْتِغْفَارًا كَثِيرًا".
فلنملأ أوقاتنا في حركاتنا وسكناتنا بالاستغفار، فإنه حقًّا خير الدنيا والآخرة.
ولا تنسوا شعارنا: {وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا} [النور: 54].
هذا المقال من كتاب إحياء 354 سنة للدكتور راغب السرجاني
يمكنك شراء الكتاب من خلال صفحة دار أقلام أو الاتصال برقم 01116500111
التعليقات
إرسال تعليقك