الرسول
صلى الله عليه وسلم
في
مكة أطهر بقاع الأرض أضاء الكون لـميلاد
النبي خاتم النبيين، حيث
وُلد يتيمًا في عام الفيل، وماتت أمه في سنٍّ مبكرة؛ فربَّاه جدُّه عبد المطلب ثم
عمُّه أبو طالب، وكان يرعى الغنم ويعمل في التجارة خلال سنوات شبابه، حتى تزوج من
خديجة بنت خويلد
في سن الخامس والعشرين، وأنجب منها كلَّ أولاده باستثناء إبراهيم.
وفي سنِّ الأربعين نزل عليه الوحي بالرسالة، فدعا إلى عبادة الله وحده ونبذ الشرك،
وكانت دعوته سرِّيَّة لثلاث سنوات، تبعهنَّ عشرٌ أُخَر يُجاهر بها في كل مكان، ثم
كانت الهجرة إلى
المدينة المنوَّرة بعد شدة
بأسٍ من رجال قريش وتعذيبٍ للمسلمين، فأسَّس بها دولة الإسلام، وعاش بها عشر سنوات،
تخلَّلها كثيرٌ من مواجهات الكفار والمسلمين التي عُرِفَت بـالغزوات،
وكانت حياته نواة الحضارة
الإسلامية، التي توسعت في بقعةٍ جغرافيَّةٍ كبيرة على يد
الخلفاء الراشدين من بعده.
ملخص المقال
كثيرًا ما يرى الناس أحلامًا مزعجة، تؤدي إلى الفزع والتشاؤم، وتصيب القلب بالحزن، وكان لرسول الله عدد من السنن الجميلة التي تدفع هذا الحزن عنا
كثيرًا ما يرى الناس أحلامًا مزعجة، أو ما يُسَمَّى بالكابوس، وقد تُؤَدِّي هذه الأحلام إلى الفزع أو التشاؤم، وهذه الأحلام يُحْدِثها الشيطان بُغْية إلقاء الحزن في قلب الإنسان، وقد كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم عدد من السنن الجميلة التي تدفع هذا الحزن عنا، ويمكن جمع بعض هذه السنن من الروايتين الآتيتين؛ فقد روى مسلم عَنْ أَبِي سَلَمَةَ رضي الله عنه، قَالَ: كُنْتُ أَرَى الرُّؤْيَا أُعْرَى مِنْهَا -أي أُصاب بالحمَّى- غَيْرَ أَنِّي لاَ أُزَمَّلُ -أي لا أُغَطَّى- حَتَّى لَقِيتُ أَبَا قَتَادَةَ رضي الله عنه فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "الرُّؤْيَا مِنَ اللهِ، وَالْحُلْمُ مِنَ الشَّيْطَانِ، فَإِذَا حَلَمَ أَحَدُكُمْ حُلْمًا يَكْرَهُهُ فَلْيَنْفُثْ عَنْ يَسَارِهِ ثَلاَثًا، وَلْيَتَعَوَّذْ بِاللهِ مِنْ شَرِّهَا، فَإِنَّهَا لَنْ تَضُرَّهُ".
والرواية الثانية عند مسلم أيضًا عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إِذَا اقْتَرَبَ الزَّمَانُ لَمْ تَكَدْ رُؤْيَا الْمُسْلِمِ تَكْذِبُ، وَأَصْدَقُكُمْ رُؤْيَا أَصْدَقُكُمْ حَدِيثًا، وَرُؤْيَا الْمُسْلِمِ جُزْءٌ مِنْ خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ، وَالرُّؤْيَا ثَلاَثَةٌ: فَرُؤْيَا الصَّالِحَةِ بُشْرَى مِنَ اللهِ، وَرُؤْيَا تَحْزِينٌ مِنَ الشَّيْطَانِ، وَرُؤْيَا مِمَّا يُحَدِّثُ الْمَرْءُ نَفْسَهُ، فَإِنْ رَأَى أَحَدُكُمْ مَا يَكْرَهُ فَلْيَقُمْ فَلْيُصَلِّ، وَلاَ يُحَدِّثْ بِهَا النَّاسَ".
فهذه أربع سنن نبوية عند رؤية ما نكره في الأحلام: الأولى النفث عن اليسار ثلاثًا، والثانية التعوُّذ من شرِّ الحُلْم، والثالثة القيام للصلاة، والرابعة عدم تحديث الناس بها، فإذا فعلنا ذلك ذهب عنَّا الضرر والحزن بإذن الله.
ولا تنسوا شعارنا: {وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا} [النور: 54].
هذا المقال من كتاب إحياء 354 سنة للدكتور راغب السرجاني
يمكنك شراء الكتاب من خلال صفحة دار أقلام أو الاتصال برقم 01116500111
التعليقات
إرسال تعليقك