كان رسول الله يحرص على إذكاء روح الحب بين المسلمين، ويحب للمسلم أن يكون حريصًا على وصول الخير إلى إخوانه من المسلمين ويحب أن يغفر الله لهم
الرسول
صلى الله عليه وسلم
في
مكة أطهر بقاع الأرض أضاء الكون لـميلاد
النبي خاتم النبيين، حيث
وُلد يتيمًا في عام الفيل، وماتت أمه في سنٍّ مبكرة؛ فربَّاه جدُّه عبد المطلب ثم
عمُّه أبو طالب، وكان يرعى الغنم ويعمل في التجارة خلال سنوات شبابه، حتى تزوج من
خديجة بنت خويلد
في سن الخامس والعشرين، وأنجب منها كلَّ أولاده باستثناء إبراهيم.
وفي سنِّ الأربعين نزل عليه الوحي بالرسالة، فدعا إلى عبادة الله وحده ونبذ الشرك،
وكانت دعوته سرِّيَّة لثلاث سنوات، تبعهنَّ عشرٌ أُخَر يُجاهر بها في كل مكان، ثم
كانت الهجرة إلى
المدينة المنوَّرة بعد شدة
بأسٍ من رجال قريش وتعذيبٍ للمسلمين، فأسَّس بها دولة الإسلام، وعاش بها عشر سنوات،
تخلَّلها كثيرٌ من مواجهات الكفار والمسلمين التي عُرِفَت بـالغزوات،
وكانت حياته نواة الحضارة
الإسلامية، التي توسعت في بقعةٍ جغرافيَّةٍ كبيرة على يد
الخلفاء الراشدين من بعده.
ملخص المقال
سنة الحمد، حيث كان التحدي الأكبر الذي أعلنه الشيطان أمام رب العالمين هو أن يمنع بني آدم من شكر الله؛ لأنهم لو جحدوا نعمه خرجوا من رحمته، وهذا مراد إبليس
كان التحدِّي الأكبر الذي أعلنه الشيطان أمام ربِّ العالمين هو أن يمنع بني آدم من شكر الله تعالى؛ لأنهم لو جحدوا نعمة الله عز وجل خرجوا من رحمته، وهذا مراد إبليس؛ قال تعالى: {قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ * ثُمَّ لآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلاَ تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ} [الأعراف:16-17]، وشُكْر الله عز وجل يكون بطرق كثيرة، وإحدى هذه الطرق أن نحمده سبحانه بألسنتنا؛ وذلك بقول: الحمد لله، الحمد لله. وأن نُكثر من هذا الحمد المـُعْلَن، وهذا في الواقع من أفضل الأعمال؛ فقد روى الترمذي -وقال الألباني حسن- عن جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "أَفْضَلُ الذِّكْرِ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، وَأَفْضَلُ الدُّعَاءِ الحَمْدُ للهِ".
وكان من سُنَّته صلى الله عليه وسلم أن يحمد الله في مواطن كثيرة من حياته؛ مثل: دبر الصلاة، وبعد الطعام، وعند النوم، وغير ذلك من المواطن، ومع ذلك فيمكن للمسلم أن يُكْثِر من ترديد الحمد في الوقت الذي يشاء؛ لأن هذا كله يصبُّ في ميزان حسناته، بل ويملأ هذا الميزان! فقد روى مسلم عَنْ أَبِي مَالِكٍ الأَشْعَرِيِّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "الطُّهُورُ شَطْرُ الإِيمَانِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ تَمْلأُ الْمِيزَانَ، وَسُبْحَانَ اللهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ تَمْلآَنِ -أَوْ تَمْلأُ- مَا بَيْنَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ، وَالصَّلاَةُ نُورٌ، وَالصَّدَقَةُ بُرْهَانٌ، وَالصَّبْرُ ضِيَاءٌ، وَالْقُرْآنُ حُجَّةٌ لَكَ أَوْ عَلَيْكَ، كُلُّ النَّاسِ يَغْدُو فَبَايِعٌ نَفْسَهُ فَمُعْتِقُهَا أَوْ مُوبِقُهَا".
ولعلَّ ختام الحديث بهذه الصورة لتعبير واضح على أن المسلم الذي أعتق نفسه هو الذي أكثر من الأعمال الصالحة التي جاءت في الحديث نفسه؛ مثل: الطهور، والحمد، والصلاة، فلْنحرص على دحر الشيطان بكثرة حمد الرحمن.
ولا تنسوا شعارنا: {وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا} [النور: 54].
هذا المقال من كتاب إحياء 354 سنة للدكتور راغب السرجاني
يمكنك شراء الكتاب من خلال صفحة دار أقلام أو الاتصال برقم 01116500111
التعليقات
إرسال تعليقك