د. راغب السرجاني
المشرف العام على الموقع
طبيب ومفكر إسلامي، وله اهتمام خاص بالتاريخ الإسلامي، رئيس مجلس إدارة مركز الحضارة للدراسات التاريخية بالقاهرة، صاحب فكرة موقع قصة الإسلام والمشرف عليه، صدر له حتى الآن 58 كتابًا في التاريخ والفكر الإسلامي.
ملخص المقال
هل كل ما في كتب الصحاح صحيح ؟
السؤال: سأتحدث معك بصراحة ... أنا لم أعد أؤمن بوجود المسيح الدجال ... و هذا بعد بحث مطول و تأمل في كمية المتناقضات الموجودة في الأحاديث المروية عنه أو كما أحب أن أقول التي يقال إن الرسول قد قالها عنه ... أنا لا أصدق هذه الأحاديث ( لا أعتبرها أحاديث أصلا ) تستطبع أن تقول إني لا أصدق أن الرسول قال هذا ... أنا لست ضد الحديث إن ثبت لي أن الرسول قال هذا ... و لكن بعد البحث و تحكيم العقل و محاكمة الأحاديث إلى بعضها تبين لي أنه لا يمكن أن يكون رسول الله الموحى إليه و الذي لا ينطق عن الهوى أقول لا يمكن أن ينطق بكل هذه المتناقضات ... و بالتالي لدي سؤالان : هل الإيمان بوجود المسيح الدجال من جوهريات الإيمان ؟ ( دون أن نضع الإيمان بالأحاديث الشريفة محلا للنقاش فأنا أؤمن بها تماما و عدم إيماني بوجود الدجال لا يمس إيماني بالسنة النبوية ) ... و السؤال الثاني : هل كل ما في كتب الصحاح صحيح ؟ ... أرجو منك الرد على أسئلتي و ألا تتجاهلها و أنا واثق إن شاء الله أنك لن تتجاهلها ... و أرجو عدم التطرق إلى لماذا لا أؤمن بالدجال لأن هذا سيأخذ وقتا طويلا حتى أشرحه و صدقني انا و الله الذي لا إله غيره لست كافرا بالسنة و أؤمن بها أكثر من إيماني بوجودك و لهذا سألتك هل كل ما في الصحيح صحيح ... الإجابة: أخي الكريم كل مافي البخاري ومسلم صحيح إن شاء الله، وأما ما جاء في غيرهما من كتب السنة فهو يحتاج إلى تصحيح العلماء الأفذاذ من علماء الحديث، ومعظم أحاديث الدجال جاءت في البخاري ومسلم، وهو أمر متواتر والإيمان به واجب، ولا أرى التناقض في رواياته، بل لعلي أرى التناقض في كلامك في أنك تقول أنك تؤمن بالسنه النبوية ثم تنكر الدجال وهذه دلالة على أنك لا تعرف السنة النبوية، فالسنة النبوية هي كل ما قاله أو عمله أو أقره رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأحاديث الدجال لم يقلها الرسول صلى الله عليه وسلم مرة أو مرتين، بل قالها مراراً حتى نقلها عنه جُّل الصحابة الكبار، وأنت أخي الكريم لم تبلغ -وأنت لم تتجاوز العشرين عامًا- ما بلغه العلماء المسلمين الكبار من التحقيق والدراية حتى تنقض ما قالوه في حق هذه الروايات، فلا داعي لسماع أصحاب الشبهات وإلزم حلق العلم، وعليك بالجلوس تحت أقدام العلماء، ففي هذا الوقاية لقلبك ودينك
التعليقات
إرسال تعليقك