د. راغب السرجاني
المشرف العام على الموقع
طبيب ومفكر إسلامي، وله اهتمام خاص بالتاريخ الإسلامي، رئيس مجلس إدارة مركز الحضارة للدراسات التاريخية بالقاهرة، صاحب فكرة موقع قصة الإسلام والمشرف عليه، صدر له حتى الآن 58 كتابًا في التاريخ والفكر الإسلامي.
ملخص المقال
الجمع بين مجالين
السؤال: السلام عليكم د. راغب وبارك الله في جهودك وقد كنت من أكثر المؤثرين في حياتي أسألتي باختصار: كيف استطعت أن توفق بين دراستك الدينية وتخصصك العلمي؟ نظرا لخبرتك ما هو في نظرك الفرق بين العالم العربي والعالم الغربي؟ أقصد هل يمكن أن ينجح الشخص هناك على عكس العالم العربي أم أن هذا الأمر مبالغ فيه؟ أعلم أنك ترى أملا كبيرا وقريبا للنجاح والنهضة في عالمنا الاسلامي والتاريخ يعلمنا هذا... فماهي نصيحتك التي تقدمها لنا في الجزائر بخصوص هذا وماذا ينبغي لنا أن نفعل وبماذا نبدأ؟ الإجابة: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، جزاك الله خيرًا، بالنسبة للجمع بين مجالين أحدهما حياتي والآخر دعوي فهذا أمر أحسب أنه متيسر لكثير من الناس، إن كانت عندهم الرغبة الصادقة في ذلك، فأنا أعتقد أن الوقت الذي أعطاه الله لنا أكبر بكثير مما هو مطلوب منا من أعمال، وبالتالي فيمكن -إذا كان طموحك كبيرًا- أن تنجح في أكثر من عمل وتتحمل أكثر من عبء، ولي نصائح ثلاثة في هذا الموضوع ساعدت كثيرًا في إمكانية الجمع بين مجالين، الأولى: حسم المجال الذي تريد أن تضيفه إلى مجالك الأصلي، لأن الذي يأخذ من كل بستان زهرة غالبًا لا يصل إلى درجة الإبداع في أى مجال، فأنا مثلًا إخترت إلى جانب الطب فرع التاريخ، ولو جعلت قراءاتي في أكثر من مجال كالتاريخ وعلم النفس والفلسفة والرياضة لما حصلت ماعندي من علم، أما الثانية: هي وضع خطة زمنية معروفة وجدول أعمال محدد لإدارة الوقت، أما الثالثة: فهي تقوية العلاقة بالله عز وجل عن طريق القرآن الكريم والقيام والذكر والصدقة في سبيل الله وغير ذلك من أمور البر، فهذا يفتح الله عز وجل به لك فتوح العارفين، وتفهم ما لا يفهمه عامة الناس، وتحفظ ما ينساه الناس، ويبارك لك في الوقت والجهد، وتحقق أكثر مما تريد. أما بالنسبة للسؤال الثاني فان أحد أكبر العوامل التي يمكن أن تساعد العالم في إبداعه هو عامل الدولة المؤيدة للعلم، والبيئة النشيطة في البحث العلمي، والجو العام الذي يقدر قيمة العلماء ويدفعهم للتفوق، ولا شك أن توفر هذه الأمور في بلد ما، إسلامية كانت أو غير إسلامية، عربية كانت أو غربية، سيؤدي إلى تفوق العلماء، ومن ثم فالبيئة الغربية الآن أكثر مساعدة على هذا الأمر، وبالتالي يبرز علماؤهم، وعندما كانت البيئة على هذه الصورة في حضارتنا برز علماؤنا، ويوم نعود إلى ما كانت عليه حضارتنا سيتقدم علماؤنا إن شاء الله. أما بالنسبة لنصيحتي للجزائر فهي أن تدرك أن الزمن زمن تغيير، وأن إستمرارها في الأوضاع السياسية والإقتصادية الفاسدة سيضيع عليها فرصة التحول المنشود من الضعف إلى القوة، ومن ثم فأنا أحث شعب الجزائر على أخذ الخطوات المناسبة لتغيير الأوضاع السياسية إلى الأفضل حتى لا يفوتها القطار
التعليقات
إرسال تعليقك