جروح نازفة
جروح نازفة
باتت الأمة ممزقة، وتكالب عليها الأعداء من كل حدب وصوب، وتناحرت في ما بينها وتنازعت، فصارت الجروح شتى في البلاد، والنزيف يتزايد بين العباد، وهذه بوابة تهتم بملفات المسلمين والبلاد الإسلامية في العالم، التي تنزف الجراح من احتلال المعتدين، أو خلافات المتناحرين، حروب وانقسامات، وتدمير وإرهاب.. كل ذلك في جروح نازفة.
ملخص المقال
لم يكن عصر الرئيس المخلوع هو عصر التسلل الأمريكي الصهيوني فقط، بل شهد تسللا شيعيا واضحا عبر شبكة قوية من المؤسسات الاجتماعية المرتبطة
لم يكن عصر الرئيس المخلوع هو عصر التسلل الأمريكي الصهيوني فقط، بل شهد تسللاً شيعيًّا واضحًا عبر شبكة قوية من المؤسسات الاجتماعية المرتبطة بـ"آل البيت" التي تستخدم كواجهة للترويج للمذهب الشيعي والنفوذ الإيراني بمصر.
إلا أن الجديد الذي تكشف عنه "المصريون" في هذا التحقيق تغلغل النفوذ الشيعي في المدارس المصرية.. فقد كشفت مصادر مطلعة بوزارة التربية والتعليم أن قطاع التفتيش الديني بالوزارة أعد تقريرًا سريًّا عن النشاط الشيعي في بعض المدارس المدعومة من إيران، لعرضه على الدكتور أحمد جمال الدين موسى وزير التربية والتعليم السابق؛ تمهيدًا لاتخاذ الإجراءات اللازمة لإيقافه.
وذلك بعد تلقي القطاع العديد من شكاوى أولياء الأمور من محاولات بعض المعلمين والمعلمات في عددٍ من المدارس بثّ مفاهيم شيعية في عقول أبنائهم.
وكشف التقرير عن محاولات بعض مديري المدارس التأثير على الطلاب لزيارة بعض المساجد التي تبيَّن أنها تنتهج المذهب الشيعي في مصر، وذلك مقابل مبالغ مالية يتم منحها للطلاب، مستغلين غياب الرقابة والأمن.
كما أكد أن الفترة الأخيرة شهدت إقبال بعض المعلمين على المذهب الشيعي من خلال الإغراءات بالمال وفرص العمل لدى بعض رجال الأعمال ذوى النزعة الشيعية والموالين لإيران، كما يقومون بممارسة شعائرهم وطقوسهم الدينية في مساجد آل البيت، خاصة مسجد "الحسين"، وأن هذه المحاولات تسعى لتحقيق التواجد السياسي أكثر من الديني..
مشيرًا إلى أن أصحاب المذهب الشيعي يحاولون تصدير هذا المذهب إلى مصر بدعم ومساعدة من إيران؛ لمواجهة المذهب السني. وقرروا البدء بالمدارس؛ لأنها اللبنة الأولى التي ينبع منها بناء الإنسان؛ مما يهدد بإشعال نار الفتنة بين الشيعة والسنة في مصر على غرار الفتنة الطائفية التي يسعى البعض لإشعالها بين المسلمين والمسيحيين.
وطالب التقرير بضرورة التصدي بحسم وقوَّة لمحاولات البعض من ممارسة طقوس الشيعة في المدارس.
إضافةً إلى ضرورة تكثيف حملات المرور على المدارس التي تشهد تواجدًا شيعيًّا مكثفًا، ومنعهم من إقامة أي طقوس خاصة بهم، والتحقيق مع كل من يثبت تورطه من المعلمين أو مديري المدارس في ذلك.
وفي لقاء مع أولياء الأمور أكدوا لـ"المصريون" صحة التقرير، وأن بعض المدارس تُستخدم كواجهة لتمرير المذهب الشيعي.
في البداية تؤكد سلوى محمود غنيم (39 سنة)، موظفة بأحد البنوك الأجنبية أنها فوجئت بابنها الطالب بالصف الأول الثانوي يمارس طقوسًا غريبة أثناء الصلاة، كما أنه يحرص على أن تكون صلاته في مسجد بعينه، ذلك المسجد معروف عنه في منطقة الهرم أنه ينتهج المنهج الشيعي في الصلاة، وبه إمام دائمًا ما يحث المصلين على انتهاجه. وأضافت قائلة: حينما سألت ابني عن أسباب تمسكه بطقوس غريبة لم أكن أعرف من قبل أنها تنتهج نهج الشيعة، علمت منه أن مدرِّس اللغة العربية في مدرسته الأجنبية يحثهم في حصة التربية الدينية على ذلك، ويصف لهم آل البيت على أنهم أنبياء وليسوا صحابة!
أما خالد بيومي عبد الله.. محامٍ (45 سنة) فقد سارع قائلاً: إن ما يحدث داخل المدارس يعد كارثة لا محالة؛ حيث إن هناك مخططًا لنشر المذهب الشيعي في مصر، وهذا المذهب غير موائم نهائيًّا لتعاليم ديننا التي تربينا عليها في القرآن والسنة، مؤكدًا أن مديرة إحدى المدارس الثانوية (الأورمان الثانوية بنات) كانت تقوم بنشر تعاليم الشيعة في المدرسة بصورة معلنة من خلال الأناشيد التي تقوم بتحفيظها للطلاب أثناء حصص التربية الدينية، كما قامت برفع علم شيعي بدلاً من علم المدرسة في فنائها بدون أدنى خوف من الرقابة. وأضاف قائلاً: إن عددًا من معلمي المدرسة ينتهجون المذهب الشيعي، واستخدموا حصص التربية الدينية واللغة العربية لعرض تلك المفاهيم وزرعها في عقول التلاميذ.
وجاءت عبارات عمرو حسن الشيمي الطالب بمدرسة المنار الخاصة بمصر الجديدة كالصاعقة، حيث أشار إلى أن المعلم يعرف أكثر من الطالب في كل شيء خاصةً في تعاليم الدين، وإلاَّ لما أصبح مدرسًا.
وأكد أنه كان يعلم وهو طالب في الصف الأول الثانوي أن الصحابة هم رفقة رسول الله صلى الله عليه وسلم، إلا أن مدرِّس اللغة العربية أوضح له حقيقة الأمر، مؤكدًا أنهم أنبياء الله! وأن الصلاة التي يصليها والده في المسجد غير صحيحة، وأن هناك صلاة غير تلك تمامًا... وصرخ فينا قائلاً: نحن الحق وأنتم الباطل، وسوف ننشر حقنا رغمًا عنكم.
حديث الطالب السابق أثار حسرة والدته منى سالم مهدي, طبيبة أسنان, والتي أشارت بحسرة إلى ابنها وقالت: هذا نتاج عدم الرقابة على المدارس الأجنبية من قِبل الوزارة التي تترك القائمين على تلك المدارس يغرسون القيم التي يرونها داخل أبنائنا دون خوف أو تردد؛ لأن لديهم قناعة كاملة بأن ليس هناك رقيب يسعى وراءهم ويعاقبهم أو يحاسبهم.. مضيفة: ها هي تعاليم الشيعة بدأت تنتشر وإن كان بشكل مستتر داخل أبنائنا في المدارس، إلا أن المستتر سوف يأتي له يوم ويُعلن، ولن يجد له رادعًا حينها؛ لأنه سوف يكون قويًّا ويكون قد انتشر، والعاقبة حينئذ سوف تكون وخيمة!!
مخاوف أولياء الأمور من نشر المذهب الشيعي بين طلاب المدارس وآثار محاولات ذلك على الطلاب وضعناها بين يدي خبراء التعليم، حيث وصف الدكتور عبد العزيز مغازي الخبير التربوي والأستاذ بجامعة جنوب الوادي ما يحدث داخل المدارس سواء حكومية منها أو خاصة بأنه حلقة في سلسة طويلة لمحاولات إيرانية للتسلل بالمذهب الشيعي في مصر، وتلك الحلقة المتعلقة بالمدارس تعتبر الأخطر؛ لأن هذا المخطط مدروس جيدًا، وبدأ بالطلاب في المرحلتين الإعدادية والثانوية؛ لأنهم أرض خصبة لذلك مما يسهل المهمة لهم..
وأضاف قائلاً: ما يحدث يعتبر كارثة بكل المقاييس، ولو لم يحدث تحرك سريع لوقف التحرك سوف تكون نتائجه غير متوقعة، مؤكدًا أن الحل ليس في تقديم الشكاوى من أولياء الأمور، وذلك لأن شيمة وزارة التربية والتعليم المعهودة عدم الاطلاع على أي فحوى لأي شكوى، ولكن يجب أن يكون هناك تحرك من أولياء الأمور بأنفسهم لإثبات ما يحدث داخل المدارس، وضبط هؤلاء المعلمين متلبسين داخل الحصص في أثناء اليوم الدراسي، وقتها تتحول القضية إلى الجهات المسئولة ليتم التحقيق فيها.. وإن كان يرى أن المسألة ليست سهلة بهذا الشكل، ويجب أن يكون هناك تحرك سريع بأي شكل.
ويختلف معه الدكتور حسام علي الدين الخبير التربوي والأستاذ بجامعة الإسكندرية حول الوسيلة التي يجب اتباعها لدرء نشر التشيع في المدارس، حيث يرى أنه يجب أن يُحارب الخطأ بالصواب، بمعنى أنه يجب أن تكون هناك حملة منظمة من قبل وزارة التربية والتعليم وعن طريق حصص التربية الدينية لتوضيح مفاهيم الدين الإسلامي الصحيحة والمسميات الحقيقية لآل البيت ومكانتهم الكبرى والتي نعرفها جميعًا، وذلك بالشكل الصحيح وبأسلوب مبسط وباستشهادات بآيات من القرآن الكريم ومن الحديث الشريف.. وطالب المسئولين في وزارة التربية والتعليم بضرورة الإسراع في ذلك قائلاً: إن كان المخطط لنشر المذهب الشيعي في مصر سريًّا فيجب محاربته علنيًّا؛ حتى يعي الطلاب أن من يعمل في الخفاء دائمًا ما تكون لديه قناعة أنه لا يريد حقًّا، ولكن من يعمل في العلن من المؤكد أنه يسعى لتصحيح ذلك الخطأ.
وعلى الجانب الآخر ترى الدكتورة وفية عبد المجيد الخبير التربوي وأستاذ نظم المناهج أن الخطأ في البداية من القائمين على المناهج في وزارة التربية والتعليم، والذين يتعاملون مع مادة التربية الدينية بنوع من العبثية، فتارةً يطلقون عليها مادة أخلاق، وأخرى مادة دين, كل تلك الأمور أحدثت نوعًا من البلبلة لدى الطلاب، وأوجدت أرضًا خصبة لعدد من المعلمين والمسئولين في بعض من المدارس، والذين ينتهجون المذهب الشيعي؛ ليزرعوا فيها مثلما يشاءون.. ولذا تطالب د. وفية بضرورة الإسراع بجعل مادة التربية الدينية مادة نجاح ورسوب؛ حتى يعلم الطالب أن ما يدرسه داخل المنهج الدراسي هو الذي يجب أن يستذكره، وهو الذي سوف يؤدي الامتحان فيه، وهو ما سوف يجعله ينجح أو يرسب..
وأضافت يجب أن تكون هناك رقابة جدية من قبل وزارة التربية والتعليم على المدارس ومعرفة اتجاهات معلمي المواد بها, وترى أن تلك المسألة ليست مستحيلة، فتلك المدارس مسرح مفتوح، ومن السهل معرفة المتشيِّع من غيره من معلمي تلك المدارس، خاصة أن الكثيرين منهم يعلنون ذلك على الملأ؛ لأنهم لديهم قناعة كاملة أنهم على صواب والجميع على خطأ، وخير دليل على ذلك أن البعض منهم يجاهر بذلك، مثلما حدث العام الماضي في مدرسة الأورمان الثانوية بنات.
كان يجب أن نضع القضية برمتها بين يدي المسئول الأول عن التعليم الدكتور أحمد جمال الدين موسى وزير التربية والتعليم السابق، والذي أكد أن القضية ليست بسيطة.. مشيرًا إلى أن الوزارة لا يمكن أن تسكت على أمر مثل ذلك، وأنه في حالة ما أن يُتأكد من ذلك سوف يكون هناك تحقيق سريع مع كل المسئولين في المدارس التي يثبت تورط معلميها أو مديريها في تلك القضية.. وأضاف الوزير أن الوزارة لم تتلق أي شكاوى من أولياء الأمور متعلقة بهذا الخصوص، خاصة وأن هناك مكتبًا لتلقي الشكاوى من الطلاب وأولياء الأمور خاصة الحساسة، وأن هناك متابعة مستمرة لما يحدث في المدارس، خاصة ما يتعلق بالمناهج وسير المعلمين على خطة الوزارة في تدريسها.
الجدير بالذكر أن المذهب الشيعي الاثني عشري الذي تدين به إيران يزعم وجود اثني عشر إمامًا، هم من نسل فاطمة رضي الله عنها، وهم مَن لهم الحق في الإمامة الكبرى؛ أي حُكْم المسلمين دون ما عداهم من الناس. ويدَّعُون العصمة لهم. كما أنهم يتقربون إلى الله في صلاتهم بسبِّ الصحابة، خاصة عائشة أم المؤمنين وأبو بكر وعمر رضي الله عنهم أجمعين.
المصدر: موقع الراصد نت، نقلاً عن صحيفة المصريون.
التعليقات
إرسال تعليقك