ملخص المقال
ما زال الشارع الإيراني يغلي حنقا من تمديد عمر النظام أربع سنوات أخرى، ولكي يذر هذا النظام الرماد في العيون لجأ إلى خدعة إعادة فرز الأصوات.jpg)
ما زال الشارع الإيراني يغلي حنقًا من تمديد عمر النظام أربع سنوات أخرى، ولكي يَذُرّ هذا النظام الرماد في العيون ويستمر في تعميتها بالقول إن الصراع في الساحة هو بين الإصلاحيين والمتشددين، لجأ إلى خدعة أخرى ليبقى الولي الفقيه في مركزه كحكمٍ وأبٍ لكل الأمة كما يدَّعِي بعد أن خرج بانحيازه إلى نجاد عن هذا المركز.
وهذا اللبوس وإن كان يرتديه مكرهًا فهو لا يعرف إلا الخط الذي يدعم دكتاتورية الولي الفقيه أو دكتاتوريته الشخصية، إلا أنه يلجأ إليه الآن لاشتداد ضغط الشارع في سابقة هي الأولى من نوعها منذ أن تحرك ضد الشاه قبل ثلاثين عامًا فأطاح به، وهو إنما يعبر عن خشية الولي الفقيه من تكرار تجربة الشاه والشارع الإيراني معه.
وهذه الخدعة هي خدعة إعادة فرز الأصوات، والولي الفقيه يعلم أن صناديق الاقتراع قد تم التلاعب بها ووضعت فيها ملايين الأوراق المزورة ليفوز بها نجاد، كما وضعت ملايين الأوراق لصالح موسوي لإتمام الخدعة، لكن بنسبة تقل كثيرًا عن تلك التي وضعت لصالح نجاد، في حين كان الشارع يراهن على سقوط نجاد واختيار السيئ على الأسوأ، أي اختيار موسوي على نجاد كخطوة تمهيدية وإن كانت ضعيفة، لكنها تشكل سابقة تاريخية في عمر النظام على طريق التغيير الحقيقي.
وخدعة فرز الأصوات تزوير حقيقي مسبق، فالحكم غير عادل ومشخص ولاؤه للولي الفقيه الذي أعطى دعمه وصوته لنجاد، وهو هنا مجلس صيانة الدستور، الذي سيتولى هذه المهمة كما ينص الدستور الإيراني. وهذا المجلس مجير مائة بالمائة لصالح أوامر الولي الفقيه ولا يستطيع أن يخالفها، فإذا كانت الصناديق مملوءة بأوراق الانتخابات لصالح نجاد، وإذا كان مجلس صيانة الدستور بيدِ الولي الفقيه (مجلس صيانة الدستور يتكون من 12 عضوًا؛ ستة منهم فقهاء يعيِّنهم الولي الفقيه مباشرة وهو يضمن انصياعهم لأوامره المباشرة، والستة الباقون قضاة يعيِّنهم رئيس مجلس القضاء الذي يعيِّنه الولي الفقيه، وهم مضمونو الطاعة أيضًا وإن كان بشكل غير مباشر)؛ فأية عدالة ستقوم حين يجري فرز الأصوات من جديد!!
إنها خدعة لن تطلي على أحد؛ ولذلك نتوقع ألا يقرها الشارع الإيراني، كما أنها لن تقنع المجتمع الدولي الذي فوجيء بنتائجها غير المتوقعة وهذا الفوز الساحق المزوَّر لنجاد، وما زال ينظر بعين الريبة والشك لهذه النتائج. لكننا نقول: هذا ما كنا نتوقعه وقلناه بأعلى أصواتنا، ونشرناه على الملأ قبل أن تجرى الانتخابات، وقلنا: أيها الناس، موعدنا الجمعة والنتيجة فوز نجاد فانتظروا، تحقق قولنا، فهل من يجادل؟
المصدر: موقع موسوعة الرشيد - 22 يونيو 2009م.
التعليقات
إرسال تعليقك