ملخص المقال
سقوط كويكب شارد على مصر والسودان.
يؤكد علماء الفلك أن الخطر الداهم الذي تمثله الكويكبات التي تخترق الغلاف الجوي لكوكب الأرض ليس محض خيال علمي، وإنما هو أمر يلزم أخذه على محمل الجد. فقد شهد ليل الاثنين الماضي سقوط كويكب شارد يصل حجمه إلى حجم سيارة صغيرة، حيث اخترق الغلاف الجوي للأرض، وحدد علماء فلك منطقة سقوطه في شمال شرق إفريقيا، وتحديدًا في مصر والسودان. مركز هارفارد سميثسونيان لفيزياء الكويكبات - الذي قام بتحديد مكان سقوط الكويكب - أكد في بيان له أن الكويكب يحترق عندما يصطدم بالغلاف الجوي للأرض، ثم يسقط مثل كرة ملتهبة على الأرض. وأضاف المركز أن الأرض لم تتعرض للخطر جراء سقوط هذا الكويكب الشارد، الذي كان مرصد أريزونا قد رصده مساء الاثنين. وعادة ما يطلق على الأجرام السماوية الصغيرة، أو الصخور الفضائية، اسم كويكب عندما تكون في الفضاء، لكنها تتحول إلى شهب بمجرد أن تخترق الغلاف الجوي للأرض. وحددت كريستين بوليام من مركز هارفارد مسار الكويكب بأنه اتجه من الجنوب الغربي إلى الشمال الشرقي، وأنه شوهد من مناطق في جنوب أوربا، وكذلك من شمال إفريقيا والشرق الأوسط، وفقًا لشبكة CNN. وقالت: إنه كان من الممكن مشاهدة الشهاب الساقط، الذي قدرت سرعة سيره في الفضاء بنحو 28 ألف ميل في الساعة، مثل "بدر"، وأنه ربما يكون قد صدر عنه صوت عال كصوت انفجار. ويشير علماء الفلك إلى أن أصل تلك الكويكبات ما زال موضع بحث، فبعضهم يعتقد بأنها أجرام متفتتة من بقايا كوكب ضخم كان بين المريخ والمشتري وانفجر لأسباب غير معروفة فنتج من ذلك هذا العدد الكبير من الكويكبات، بينما يعتقد آخرون بأن تلك الكويكبات ما هي إلا مادة كانت تتجمع لكي تكوّن كوكبًا بين المريخ والمشتري مثل الكواكب الأخرى، إلا أنه لم يكتمل تكوّنه، وقد يكون السبب في هذا وجود كوكب المشتري الضخم بالقرب منها، فبقيت تلك المادة مفتتة على شكل كويكبات. شبكة لحماية الأرض وفي إطار تدابير العلماء لمواجهة مثل هذه الظواهر، أعلن العالم الروسي أناتولي زايتسيف، رئيس مركز حماية كوكب الأرض من كويكبات سيارة، عن طرح تصور لحماية الأرض من الكويكبات السيارة التي من الممكن أن ترتطم بالأرض، وتدمر بيوسفير كوكبنا جزئيًّا أو كليًّا. وبدأ العلماء يقرعون ناقوس الخطر بعدما اكتشفوا كويكبًا يسير نحو الأرض قبل أعوام، وفي رأيهم فإن ما يقل عن 40 ألف كيلو مترًا فقط ستفصل كويكب "أبوفيس" عن الأرض في عام 2029. ويقضي تصور أعده علماء روسيا بنشر شبكة واقية حول الأرض تضم تقنيات فضائية للمراقبة والاستطلاع ومضادات للكويكبات يمكن تجهيزها بمتفجرات نووية. الولايات المتحدة الأمريكية هي أيضًا بصدد وضع خطة لحماية الأرض من الكويكب السيار الذي يشد رحاله إلى كوكبنا. وتنوي وكالة الفضاء الأمريكية إرسال سفينة فضائية مأهولة إلى الكويكب لتغير مساره. وقد توصل العلماء في الآونة الأخيرة إلى أنه يمر بمدار الأرض حوالي ألف كويكب سيار تصل مساحتها إلى كيلو متر واحد أو تزيد. ويرجح بعض الباحثين أن الديناصورات انقرضت منذ خمس وستين مليون سنة نتيجة لارتطام الأرض بجسم فضائي تبلغ مساحته عشرة كيلو مترات. ولم يسبق لأي شخص أن توفي أو جرح بسبب سقوط صخرة فضائية، لكن يتوقع علماء الفلك أن تكون نتائج سقوط إحداها على الأرض وخيمة. ويرجح العلماء أن جسمًا تبلغ مساحته مائة متر، يقع على الأرض مرة كل عشرة آلاف سنة، وينجم عن الاصطدام انفجار شبيه بما تخلفه قنبلة قوتها مائة ميجا طن. ويسقط على الأرض في كل مائة ألف عام، جسم سماوي تبلغ مساحته كيلو مترًا واحدًا، وينجم عن الأرتطام انفجار تبلغ قوته عشرة ملايين أضعاف ما سببته القنبلة الذرية التي ألقيت على هيروشيما. ظاهرة "ليروس" وتشهد سماء مصر في إبريل من كل عام ظاهرة "كونية" تتمثل في سقوط كميات كبيرة من الشهب الصغيرة التي تضيء سماء عاصمتها، أثناء اندفاعها نحو الأرض في موجات متوالية طوال ساعات الليل. ويطلق علماء الفلك على ظاهرة تساقط الشهب المضيئة اسم "ليروس"، وتبلغ ذروتها مساء 22 إبريل، حسب ما أكد الدكتور عبد الفتاح جلال، أستاذ الفلك الشمسي بالمعهد القومي للبحوث الفلكية بالقاهرة. وفي عام 2004، اكتشف فريق بحث علمي أكبر فوهة أرضية يتركها شهاب أو نيزك فضائي في الأرض، وذلك في الصحراء الليبية داخل الأراضي المصرية. ووفقًا للاستنتاجات، فإنّه من الممكن أن تكون أمطار غزيرة من الشهب والنيازك قد ضربت هذه المنطقة الواقعة جنوب غرب مصر قبل 50 مليون سنة. وقال المركز الوطني الفرنسي للبحوث العلمية: إنّ "حقل الفوهة" يقع في منطقة الجلف الكبير، وتبلغ مساحته حوالي خمسة كيلو مترات مربعة. ولاحظ الفريق الذي رأسه فيليب بايو، عند بداية المهمة في أوائل عام 2004 حقلاً كبيرًا من الفوهات التي يتراوح قطرها بين 20 مترًا و1000 متر وعمق بعضها يبلغ 80 مترًا تحت الأرض، وأعقب ذلك ملاحظات أبداها بايو حول صور أقمار اصطناعية يابانية نقلت نتوءات تحت رمال الصحراء. شبكة محيط 8/10/2008
التعليقات
إرسال تعليقك