ملخص المقال
الابتلاء سنة من الله عز وجل باقية في الأرض، وذلك لحكم كثيرة تترتب على الابتلاء في حياة المؤمنين.. فما هي حكم الابتلاء وفوائده؟ وما هي النتائج التي يؤدي
قال الله تعالى: {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ} [البقرة: 155].
يخبر تبارك وتعالى أنه لا بد أن يَبتلِيَ عبادَه بالمحن؛ وذلك لما في الابتلاء من عظيم الحكم، وجليل المنافع، ومن أهمها:
- تصحيح علاقة المسلم بربه بصدق التجائه لله وحده، وتوكله عليه، وقطع كل أسباب التعلق بغيره، فيخلو القلب إلا من الله وحده، وبذلك يصحّ إسلامه وتصفو عقيدته {الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ} [البقرة: 156]. فيحصل التسليم والرضا المطلق بقدر الله تعالى، دون ترك الأسباب والقيام بها.
- ومنها: تربية النفوس على الصبر والتحمل، تهيئةً وإعدادًا لها على تحمل مشاقِّ الأمانة التي اختار الله المسلمَ للقيام بها من بين البشر أجمعين.
- كما أنَّ في هذه الابتلاءات تكفير السيئات ورفع الدرجات {أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ} [البقرة: 157]. وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة في نفسه وولده وماله، حتى يلقى الله وما عليه خطيئة». قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
- كما أن في هذا الابتلاء تنقية الصفوف من المنافقين والخائنين والمهزومين؛ فإن الرخاء والراحة والرفاهية تشترك النفوس في حبها، أما المشاقُّ والصعاب والتضحية والبذل فلا تقوم بها إلا النفوس الأبيّة المؤمنة، وفي ذلك تميّزٌ للصفوف ممن لا يستحق شرف الأمانة {لِيَمِيزَ اللَّهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَيَجْعَلَ الْخَبِيثَ بَعْضَهُ عَلَى بَعْضٍ فَيَرْكُمَهُ جَمِيعًا فَيَجْعَلَهُ فِي جَهَنَّمَ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ} [الأنفال: 37].
نسأل الله أن يرفع البلاء عن أهلنا، ويبدل خوفهم أمنًا، وحزنهم فرحًا، ويبسط على أهل الشام رحمته وبرّه وفضله.
المصدر: نشرة (نور الشام)، العدد الأول.
التعليقات
إرسال تعليقك