ملخص المقال
زلزال اليابان عبر وعظات مقال بقلم د. بسام الشطي، يبين بعض العبر والدروس من زلزال اليابان المدمر 2011، فما هي؟ وكيف نتعامل مع الزلازل؟
زلزال شديد صَبَح اليابانَ يوم الجمعة الماضي بقوة 8.9 حسب الميزان العالمي، وخلال ثوانٍ فقط أصبحت اليابان التي لها معدات دقيقة في الإنذار المبكر والاحتياطي الدقيق والرقابة عبر الجو والأرض والبحر لم تنفع أصحابها، ثم تتغير خريطتها من دولة تغيث إلى دولة تطلب الإغاثة، ومن دولة تصنع وتصدر إلى دولة تستورد، ومن دولة أكثر أمانًا في النووي إلى دولة تأثرت بالإشعاع بمعدل كبير -حسب بيانهم- أكثر 1000 مرة من الإشعاع الطبيعي، وحدث إجلاء كبير، وتوقف وابتلعت المياه جزءًا من اليابسة، والسفن تدخل المدن، والسيارات تتهاوى في البحار..
حقًّا.. إنه منظر مأساوي، ولا حول ولا قوة إلا بالله! ونقول: اللهم سَلِّم!
وفي ذلك أدلة على أشياء كثيرة منها:
- قدرة الله U المتصرف بهذا الكون، ويدير شأنه ويسيِّره كيفما شاء {يُدَبِّرُ الأَمْرَ يُفَصِّلُ الآيَاتِ} [الرعد: 2].
- ينذر العباد ويخوفهم، فإذا كان هذا زلزال الأرض فكيف بزلزال السماء ويوم القيامة {وَمَا نُرْسِلُ بِالآيَاتِ إِلاَّ تَخْوِيفًا} [الإسراء: 59].
- حتى يرجع الإنسان إلى الهدف من خلقه ووظيفته في هذه الحياة، ويصحِّح مساره لتحقيق العبودية لله U وحده، ويتفكر في ملكوت السموات والأرض {لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ} [الأنعام: 42].
- لا يغترّ الإنسان بعمله ويعتقد بأنه قادر على الأرض ويبطر {حَتَّى إِذَا أَخَذَتِ الأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا} [يونس: 24].
- كل قرية لها بداية، وحتى تستمر عليها لا بُدَّ من العمل في شتى مناحي الحياة من منطلق السيادة في الأرض في إطار العبودية لله تبارك وتعالى: {وَإِنْ مِنْ قَرْيَةٍ إِلاَّ نَحْنُ مُهْلِكُوهَا قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ أَوْ مُعَذِّبُوهَا عَذَابًا شَدِيدًا كَانَ ذَلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا} [الإسراء: 58].
- عندما يبطر المترفون ويعلنون الفساد ويدافعون عنه، ويعبدون غير الله U ويدعون إلى ذلك، يأتيهم أمر الله سبحانه {وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا} [الإسراء: 16].
- اقتراب يوم القيامة وهذه علامة واضحة المعالم؛ لحديث أبي هريرة t قال: قال رسول الله r: "لا تقوم الساعة حتى يقبض العلم، وتكثر الزلازل، ويتضارب الزمان، وتظهر الفتن، ويكثر الهرج (القتل)".
- كل ما يحدث في الكون هو بإرادة الله U، ولكن بسبب معاصي الإنسان {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ} [الشورى: 30]. وقال سبحانه: {فَكُلاًّ أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الأَرْضَ وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ} [العنكبوت: 40].
- يتفكر الإنسان يوم الوقوف بين يدي الله U {إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ} [الحج: 1].
- نتعامل مع ما حدث بالصلاة والدعاء والاستغفار والتبتل إلى الله أن يكشف الغُمَّة، ويزيل العذاب، ونساعد وندعو الله أن يتقبل المسلمين عنده شهداء.
المصدر: جريدة عالم اليوم الكويتية.
التعليقات
إرسال تعليقك