جروح نازفة
جروح نازفة
باتت الأمة ممزقة، وتكالب عليها الأعداء من كل حدب وصوب، وتناحرت في ما بينها وتنازعت، فصارت الجروح شتى في البلاد، والنزيف يتزايد بين العباد، وهذه بوابة تهتم بملفات المسلمين والبلاد الإسلامية في العالم، التي تنزف الجراح من احتلال المعتدين، أو خلافات المتناحرين، حروب وانقسامات، وتدمير وإرهاب.. كل ذلك في جروح نازفة.
ملخص المقال
منذ عام 1948 أقدم الصهاينة على حرق 1000 مسجد، وخلال 3 أشهر الماضية تم حرق 20 مسجدا.. فما جريمة حرق مساجد فلسطين المحتلة؟ وما الدور المطلوب؟
منذ عام 1948م أقدم الصهاينة على حرق 1000 مسجد كما ذكر الشيخ حامد البيتاوي رئيس رابطة علماء فلسطين، وخلال 3 أشهر الماضية تم حرق 20 مسجدًا، وفي أقل من 24 ساعة تم حرق مسجدين: "النور" في برقة شرق رام الله في الضفة، وقبله مسجد "عكاشة" وقبله مسجد "الأنبياء".
- الحكومة الإسرائيلية المحتلة تتهم المستوطنين بالقيام بهذا العمل الإجرامي الخطير؛ لأن لديهم فتاوى من الحاخامات بهدم وحرق المساجد لإقامة الدولة اليهودية، وأيضًا لأنهم منزعجون من أصوات الأذان ولديهم حكم صادر عن المحاكم "الإسرائيلية" بمنع الأذان، وأيضًا لأنهم مستاءون من صفقة الجندي الصهيوني شاليط؛ ولذلك يكتبون على كل مسجد يحرقونه "دفع الثمن"!!
- تتحمل السلطة الفلسطينية جزءًا من هذه الجريمة؛ لأن لديهم 50 ألف رجل أمن، فأين هم من حماية بيوت الله عز وجل في الضفة الغربية؟! وأيضًا لماذا ألزمت أئمة المساجد بمنع الحديث عن الصهاينة واليهود وجرائمهم، والذي يتحدث يوقف عن الخطابة ويعتقل؟!!
- المساجد التي احتلها الصهاينة أو حرقوها أو قصفوها كانوا يضعون عليها عبارات مسيئة للإسلام وشتم ولعن، ووضعوا مخلفات وسخ الخنازير عليها، ورسموا شعارات وأشكالاً تنم عن مدى العداوة والحقد، والآن تم تحويل 600 مسجد منذ عام 1948م إلى كنس يهودية أو خمارات أو نوادٍ ليلية أو بارات أو مطاعم، وتحويل 200 مقبرة للمسلمين إلى سكن للمستوطنين الصهاينة.
- تكفلت حكومة العدو برئاسة بنيامين النتن ياهو ببناء مسجد واحد بعد أن تعالت الأصوات وردود الأفعال منذ شهرين، ولم يستلم المسلمون شيئًا.
- يقول الله تبارك وتعالى: {وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ} [النحل: 126]. فإذا كان هؤلاء لديهم فتوى بهدم المساجد وحرقها وتدميرها وحفر الأنفاق حولها وتحويلها إلى سكن أو بارات أو كنيست لليهود، فلا بد أن تخرج فتوى من العلماء بالمعاملة بالمثل ومطاردة كنيسهم في العالم؛ حتى يرجعوا المساجد والأراضي التي تم احتلالها والأوقاف تحت مبررات واهية، وللأسف إن المحاكم هناك تدعم هذا الاتجاه من احتلال الأراضي والأوقاف والمساجد ومنع الأذان.
- من تواطؤ حكومة عباس أنها لا تصعّد ردود الأفعال لحرق المساجد والمصاحف واحتلالها وإهانتها، بل يشجبون ثم يطلبون تبرعات لترميم المساجد المحروقة؛ لإخفاء الجريمة والتستر على جرائم الصهاينة التي بلغت ذروتها، وهذا ما يشجع على زيادة جرائم الاعتداء على المساجد وانتهاك حرماتها. أيضًا خلال احتلال 1000 مسجد وتدميره لم تقبض القوات الصهيونية إلا على 5 أشخاص وتم سجنهم لمدة أسبوعين، ثم الاعتذار منهم وتعويضهم عن مدة بقائهم في السجن.
- حتى مفتي القدس والديار الفلسطينية الشيخ محمد حسين كان بيانه على استحياء، فطالب الصهاينة باحترام الأديان (لاحظ: وليس الدين الإسلامي) وتطبيق الشرائع (وليس الشريعة الإسلامية) وكبح جماح المستوطنين (وليس حكومة اليمين المتطرفة والقضاء على الصهيوني الجائر)، فإذا كان هذا كلامه فلا عزاء لجرائم الصهاينة إذن!
فلما سُئل المفتي قال: لأنَّ أي عبارة زائدة على هذا سيخرجونه عن الإفتاء والإمامة، ويمنع من دخول القدس!!
- أتمنى من كل قلبي أن يتم تنظيم اجتماع طارئ لمنظمة العالم الإسلامي لمناقشة حرق المساجد وإهانتها واحتلال الأوقاف وتغيير القدس وطرد المقدسيين، وأتمنى من قادة مجلس التعاون الخليجي أن يناقشوا هذه الجزئية ويتضمن بيانهم الختامي شيئًا من هذا القبيل؛ لعل الأمة تعذرهم.
رحم الله أبا بكر الصديق -رضي الله عنه- حين قال: "والله لأنسيَنَّ الروم وساوس الشيطان بخالد بن الوليد". قال تعالى: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُولَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوهَا إِلاَّ خَائِفِينَ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ} [البقرة: 114].
المصدر: جريدة عالم اليوم.
التعليقات
إرسال تعليقك