ملخص المقال
يبادر سكان سراييفو في رمضان بالذهاب إلى المخابز الشهيرة لشراء خبز السمون الذي لا تستغني عنه المائدة الرمضانية في جميع البيوت البوسنيةحينما تقترب الشمس من الغروب يهرع سكان سراييفو إلى المخابز الشهيرة لشراء خبز السمون الذي لا تستغني عنه المائدة الرمضانية في جميع البيوت البوسنية. ويفطر به الصائمون مع شوربة التوبا، وهي عبارة عن مزيج من القشدة والحليب والجبنة والزبدة السائلة تخلط مع بعضها ثم توضع على نار هادئة وتؤكل ساخنة. ويتكون خبز السمون من الدقيق والخميرة والماء والملح وحبة البركة، ويوضع في فرن موقد بالحطب لينضج على درجة حرارة عالية جدًّا تصل إلى 500 درجة مئوية، وتترك العجينة مدة دقيقة واحدة فقط ثم تستخرج جاهزة للأكل. وتشتهر مخابز سراييفو العريقة بإتقان خبز السمون الذي تقتصر صناعته على بعض عائلاتها، وهي تتوارثه منذ ثلاثة قرون. فكما ذكر ماهر تسارنيك صاحب مخبز سمون قديم في سراييفو للجزيرة نت فإن عائلته ورثت مهنة خبز السمون قبيل ثلاثمائة عام، ومنذ ذلك التاريخ ظل الفرن في معيتهم حتى يومنا هذا. ويؤكد أنه ليس بإمكان أي شخص إتقان هذه الصنعة، حيث تنعدم فيها التكنولوجيا والكهرباء، وتعتمد على وسائل بدائية مكونة من النار والحطب والخباز، وهو هنا بمثابة الشيف، حيث يحدد المقادير بدقة متناهية حتى يكون طعم السمون لذيذًا. ويصل عدد المخابز القديمة التي تتقن صناعة هذا الخبز إلى ثلاثة مخابز، وقد افتتحت مخابز عديدة في السنوات الأخيرة التي أعقبت سنوات الحرب، إلا أنها لم تستطع منافسة المخابز القديمة التي تملك سر المهنة. كما حاولت المدن البوسنية الأخرى تقليد مخابز سراييفو الشهيرة في صناعة خبز السمون إلا أنها عجزت عن إتقانه، وكذلك الحال في دول البلقان الأخرى مثل مقدونيا وكوسوفو والجبل الأسود، حيث إن خبز سراييفو لا يُعلى عليه حسب زعم تسارنيك. ويفضل سكان المدينة شراء السمون من إحدى المخابز الثلاثة بما فيهم كبار رجال الدولة مثل الرئيس الراحل علي عزت بيجوفيتش، ورئيس مجلس الرئاسة الحالي حارث سيلاجيتش. الجزيرة نت 20 / 9 / 2008م
التعليقات
إرسال تعليقك