د. راغب السرجاني
المشرف العام على الموقع
طبيب ومفكر إسلامي، وله اهتمام خاص بالتاريخ الإسلامي، رئيس مجلس إدارة مركز الحضارة للدراسات التاريخية بالقاهرة، صاحب فكرة موقع قصة الإسلام والمشرف عليه، صدر له حتى الآن 58 كتابًا في التاريخ والفكر الإسلامي.
ملخص المقال
لا خلاف في أن الدجال سيطأ البلاد كلَّها، ولكن من أين يبدأ ظهوره؟
لا خلاف في أن الدجال سيطأ البلاد كلَّها، وقد جاء في البخاري عن أنس بن مالك رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «لَيْسَ مِنْ بَلَدٍ إِلَّا سَيَطَؤُهُ الدَّجَّالُ، إِلَّا مَكَّةَ، وَالمَدِينَةَ..»[1].
ولكن من أين يبدأ ظهوره؟ الجزيرة التي حُبِس فيها الدجال موجودة في المشرق بالنسبة للمدينة، وفي حديث تميم الداري: أَلَا إِنَّهُ فِي بَحْرِ الشَّأْمِ، أَوْ بَحْرِ الْيَمَنِ، لَا بَلْ مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ مَا هُوَ (ما زائدة أو موصولة بمعنى الذي، وليست نافية)، مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ مَا هُوَ، مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ مَا هُوَ» وَأَوْمَأَ بِيَدِهِ إِلَى الْمَشْرِقِ. غالبًا في بحر العرب شمال المحيط الهندي. يخرج من الجزيرة.
روى الترمذي وهو صحيح عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ قَالَ: حَدَّثَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "الدَّجَّالُ يَخْرُجُ مِنْ أَرْضٍ بِالمَشْرِقِ يُقَالُ لَهَا: خُرَاسَانُ[2]، يَتْبَعُهُ أَقْوَامٌ كَأَنَّ وُجُوهَهُمُ المَجَانُّ المـُطْرَقَةُ"[3][4]، وبهذا الوصف يكون ظهوره الأول في تركمنستان على الأغلب.
روى مسلم عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «يَتْبَعُ الدَّجَّالَ مِنْ يَهُودِ أَصْبَهَانَ[5]، سَبْعُونَ أَلْفًا عَلَيْهِمُ الطَّيَالِسَةُ[6]»[7].
وعند أحمد وهو صحيح عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، ".. يَكُونُ مَعَهُ سَبْعُونَ أَلْفًا مِنَ الْيَهُودِ عَلَى كُلِّ رَجُلٍ مِنْهُمْ سَاجٌ[8]، وَسَيْفٌ مُحَلًّى.."[9].
وروى مسلم عَنِ النَّوَّاسِ بْنِ سَمْعَانَ، قَالَ: قال رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ".. إِنَّهُ خَارِجٌ خَلَّةً[10] بَيْنَ الشَّأْمِ وَالْعِرَاقِ، فَعَاثَ يَمِينًا وَعَاثَ شِمَالًا، يَا عِبَادَ اللهِ فَاثْبُتُوا»[11].
وفي بعض المصادر بسند منقطع أنه يطرق الكوفة أولًا: مصنف ابن أبي شيبة عن أبي صادق قال: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بن مسعود[12]: "إِنِّي لَأَعْلَمُ أَوَّلَ أَهْلِ أَبْيَاتٍ يَقْرَعُهُمُ الدَّجَّالُ: أَنْتُمْ أَهْلُ الْكُوفَةِ". الكوفة تعتبر الآن جزءً من مدينة النجف العراقية[13].
[1] البخاري: أبواب فضائل المدينة، باب لا يدخل الدجال المدينة (1782).
[2] أرض خراسان التاريخية تشمل شرق إيران، وشمال غرب أفغانستان، وتركمنستان
[3] الترمذي: كتاب الفتن عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، باب ما جاء من أين يخرج الدجال (2237)، وقال الألباني: صحيح.
[4] المجانُّ: جمع مِجَنٍّ، وهو الترس، والمـُطرَقة أي المكسوة بجلد على حجمها، والمقصود وجوههم عريضة، وهي صفة الأتراك الأوزبك في هذه المنطقة.
[5] أصبهان هي أصفهان، وهي وسط إيران (جنوب طهران 300 كم)
[6] الطيالسة: جمع طَيْلَسَان، وهو غِطاء للرأس، يلبسه اليهود عند صلاتهم، يُشبه الشِّمَاغ في شَكله، ويشبهه في طريقة ارتدائه، إِلَّا أن طَيْلَسَانِ اليهود أبيض مذيَّلٌ بخَطَّيْنِ أزرقيْن.
[7] مسلم: كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب في بقية من أحاديث الدجال (2944).
[8] سَاج: طيلسان
[9] أحمد (14144)، وقال شعيب الأرناءوط: حديث صحيح بطرقه وشواهده وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين إلا أنه منقطع فإن زيد - وهو ابن أسلم العدوي مولى عمر بن الخطاب - لم يسمع من جابر.
[10] الخلة: الطريق
[11] مسلم: كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب ذكر الدجال وصفته وما معه (2937).
[12] أبو صادق لم يدرك عبد الله بن مسعود
[13] لمشاهدة الحلقة على اليوتيوب اضغط هنا
التعليقات
إرسال تعليقك