ملخص المقال
التحرش الجنسي في البرازيل ازدادت نسبته ثلاثة أضعاف خلال عام 2011.. فما أسباب انتشار ظاهرة التحرش الجنسي بالأطفال في البرازيل؟ وما الحل؟
فجّرت مقدمة البرامج البرازيلية الشهيرة "شوشا" قنبلة هزت المجتمع البرازيلي، حينما أعلنت على الهواء من خلال مقابلة مع قناة "جلوبو" أقوى شبكة تليفزيونية في أمريكا اللاتينية، أنها تعرضت للتحرش الجنسي والاغتصاب في طفولتها من قِبل صديق والدها، وكذلك أحد الشهود على زواج والديها، ثم من مدرِّس التربية الرياضية. ولقد قامت بعض البرازيليات الشهيرات في مجال الرياضة والفن كذلك بالتصريح بتعرضهن للاعتداء الجنسي أثناء طفولتهن.
التحرش الجنسي في البرازيل ازدادت نسبته ثلاثة أضعاف خلال عام 2011م، وذلك حسب إحصائية سكرتارية رئاسة الجمهورية لحقوق الإنسان، حيث بلغ عدد الشكاوى المقدمة 82.281 شكوى بمعدل 225 حالة يوميًّا، وهذا هو المصرَّح به، حيث إن كثيرًا من الحالات لا يتم البلاغ عنها؛ بسبب الخوف أو الحياء.
وواضح من الإحصاءات المسجلة منذ يناير 2012م وحتى إبريل أن العدد في تزايد مستمر، حيث بلغت الشكاوى 34.142 بزيادة قدرها 71% من المسجل خلال الفترة من عام 2011م.
وتساعد موجة الانحلال في البرازيل وانتشار شرب الخمور والمخدرات على زيادة هذه الظاهرة، وقد تبيَّن أن كثيرًا من الحالات تكون داخل العائلة الواحدة حيث يعتدي الأب على ابنته، أو الأخ على شقيقته!!
ويلاحظ تزايد حالات الاعتداء على الأطفال في الأماكن الفقيرة أو التي تسود فيها الأمية، حيث تنتشر فيها أشكال كثيرة من الاستغلال الجنسي لبراءة الطفولة من خلال إنتاج وتوزيع واستخدام المواد الإباحية، وكذلك الأمهات اللاتي تأخذن بناتهن للبغاء، والمزادات التي تقام في بيوت الدعارة للاعتداء على العذارى، والسياحة الجنسية للأجانب والتي تستهدف الأطفال.
حسب أحد المواقع الإليكترونية المقاومة للاستغلال الجنسي للطفولة، أشار أن الاعتداء الجنسي يحدث في كل طبقات المجتمع والعقائد والمستويات الفكرية المختلفة، حيث يوجد أطباء يسيئون معاملة مرضاهم، وكبار رجال دين أساءوا لأتباعهم حيث قام أحد رعاة الكنائس بإقامة علاقات جنسية مع الأولاد والبنات، وموظفون كبار في الدولة احتوت حواسيبهم الإليكترونية الخاصة بأفلام إباحية للأطفال.
لقد دفع الاعتداء على الأطفال والتحرش الجنسي بهم لإعلان الحكومة البرازيلية يومًا وطنيًّا لمكافحة الاعتداء والاستغلال الجنسي للأطفال والمراهقين والذي يقع في 18 مايو من كل عام، وتم اختيار هذا اليوم تضامنًا مع الطفلة "أراسيلي كابريرا سانشيز" والتي كانت تبلغ 8 أعوام، وتم اختطافها في 18/5/1973م من قبل مجموعة من الرجال، وتم تخديرها ثم ضربها واغتصابها وقتلها بعد ذلك! ولم يكتف الجناة بذلك بل تم تشويه جسدها بإلقاء الحامض عليه، وتم التحقيق في الحادث لمدة ثلاثة أعوام، غير أن التحقيق حفظ لعدم الوصول للجناة.
إن عدم وجود قانون صارم لمعاقبة من يقومون بهذه الأفعال، أدى لانتشار هذه الحوادث المخزية.
إن الواجب يحتم علينا أن ننشر مفاهيم الإسلام التي تحترم الطفولة، وتحرِّم أي اعتداء عليها، وكذلك نشر مفاهيم الرحمة والسلام، والبعد عن المحرمات كالخمور والمخدرات والعريّ والاختلاط، والتي تعتبر أبوابًا للإباحية ومدخلاً من مداخل الشيطان؛ للقضاء على طهارة الإنسان وعفته وكرامته.
بقلم: الشيخ خالد رزق تقي الدين(1)
(1) الأمين العام لمشايخ البرازيل.
التعليقات
إرسال تعليقك