التاريخ الإسلامي
دون تشويه أو تزوير
التاريخ الإسلامي يمتد منذ بداية الدعوة الإسلامية بعد نزول الوحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم تأسيس الدولة الإسلامية بالمدينة المنورة وحكم الخلفاء الراشدين، مرورًا بالدولة الأموية فالدولة العباسية بما تضمنته من إمارات ودول مثل السلاجقة والغزنوية في وسط آسيا والعراق وفي المغرب الأدارسة والمرابطين ثم الموحدين وأخيرًا في مصر الفاطميين والأيوبيين والمماليك ثم سيطرة الدولة العثمانية التي تعتبر آخر خلافة إسلامية على امتداد رقعة جغرافية واسعة، وهذه البوابة تعنى بتوثيق التاريخ من مصادره الصحيحة، بمنهجية علمية، وعرضه في صورة معاصرة دون تشويه أو تزوير، وتحليل أحداثه وربطها بالواقع، واستخراج السنن التي تسهم في بناء المستقبل.
ملخص المقال
مما شاع ولم يثبت في السيرة النبوية، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم انتظر رجلا ثلاثة أيام، وهذا الرجل هو عبد الله بن أبي الحمساء، فهل ثبت ذلك؟
مما اشتهر في السيرة ما رواه أبو داود عن عبد الله بن أبي الحمساء رضي الله عنه قال: "بايعت (*) النبي صلى الله عليه وسلم ببيع قبل أن يبعث وبقيتْ له بقية فوعدته أن آتيه بها في مكانه، فنسيت ثم ذكرت بعد ثلاث، فجئت فإذا هو في مكانه، فقال: يا فتى لقد شققت علي، أنا ههنا منذ ثلاث أنتظرك". وقد رواه أبو داود من طريق إبراهيم بن طهمان عن بُديل عن عبد الكريم عن [بن] عبد الله بن شقيق عن أبيه عن عبد الله بن الحمساء.
والخلاف هل هو عبد الكريم عن عبد الله أو عبد الكريم بن عبد الله؟ قال أبو داود: قال محمَّد بن يحي (الذهلي شيخ أبي داود في هذا الحديث) هذا عندنا عبد الكريم بن عبد الله بن شقيق. قال أبو داود: هكذا بلغني عن علي بن عبد الله (1).
قال الحافظ ابن حجر في التقريب: عبد الكريم بن عبد الله بن شقيق العقيلي البصري: مجهول (2).
وقال في ترجمة ابن أبي الحمساء في التهذيب: "له حديث واحد مختلف في إسناده، رواه أبو داود" (3).
وذكر الإِمام الذهبي رحمه الله القصة في السيرة من تاريخ الإسلام وعزاها لأبي داود (4).
وقال العراقي في تخريج الإحياء: رواه أبو داود واختلف في إسناده، وقال ابن مهدي: ما أظن إبراهيم بن طهمان إلا أخطأ (5). أهـ.
المصدر: كتاب: ما شاع ولم يثبت في السيرة النبوية
(*) أي بعت منه بمعنى اشتريت (عون المعبود 13/ 340).
(1) كتاب الأدب باب في العِدَة. (عون المعبود 13/ 339).
(2) 1/ 515.
(3) 5/ 192.
(4) ص 82.
(5) تخريج أحاديث إحياء علوم الدين. دار العاصمة الطبعة الأولى 1408 هـ (4/ 1692).
التعليقات
إرسال تعليقك